بدأت الصحف البريطانية والاميركية نشر الرسائل التي سربها موقع ويكيليكس عن سورية وقال انها ستتجاوز مليوني رسالة. وتمحورت الرسائل حول حياة البذخ التي يعيشها الرئيس السوري ومحاولاته تغيير صورة النظام في الغرب من خلال شركات العلاقات العامة اضافة الى بعض التسريبات التي تخص مقربين منه. وفي السياق افادت صحيفة ميل أون صندي بأن وثائق سرية حصل عليها موقع ويكيليكس كشفت أن عضوا في مجلس اللوردات البريطانية حصل على آلاف الجنيهات الاسترلينية لإعادة تصميم القصر الصيفي للرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت الصحيفة عن وثائق ويكيليكس «إن اللورد كينيلورث تعاقد على انشاء حديقة فاخرة جديدة تتضمن ميزة مائية مدهشة في المقر الريفي للرئيس الأسد بالقرب من مدينة اللاذقية الساحلية». واشارت إلى أن اللورد البريطاني دعي إلى اجتماع رسمي مع أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري البريطانية المولد تقديرا لعمله غير أن العلاقة توترت بعد اندلاع اعمال العنف في سورية. واضافت الصحيفة أن اللورد كينيلورث الذي يدير منذ منتصف عقد الثمانينيات شركة للبستنة المناظرية ارسل فاتورة مقدارها 24 ألف جنيه استرليني إلى مكتب الرئيس الأسد في يوليو الماضي ووجه بعد شهرين رسالة الكترونية إلى عضو في الدائرة الداخلية للرئيس السوري لمعرفة موعد حصوله على المال». وذكرت أن شركة اللورد كينيلورث تم تكليفها من قبل الرئيس الأسد عام 2010 بإقامة حديقة جديدة في قصره الريفي وقدرت كلفة المراحل الأولى من العمل ب 176 ألفا و500 جنيه استرليني. ونسبت ميل أون صندي إلى اللورد كينيلورث قوله «أوقفنا العمل هناك (سورية) منذ 18 شهرا ولا يمكنني التعليق أكثر من ذلك». كما ذكرت صحيفة «ميل أون صندي» امس ان إحدى الجامعات العليا في بريطانيا ستمنح شهادة الدكتوراه لمساعدة بارزة للرئيس السوري بشار الأسد. وقالت الصحيفة ان لميس عمر التي تدرس في جامعة «دورهام» للحصول على الدكتوراه من المرجح ان تحصل على هذه الدرجة في سبتمبر المقبل، وزعمت رسائل إلكترونية حصل عليها موقع ويكيليكس انها تقيم صداقة وثيقة مع الرئيس الاسد كما ذكر زملاء لها بأنها تحتفظ بصورة كبيرة له على احد جدران منزلها. وأضافت ان مسؤولين بجامعة «دورهام» «رفضوا تأكيد ما اذا كانت الجامعة قبلت مالا من النظام السوري لتغطية الرسوم الدراسية للآنسة عمر والتي يعتقد انها في الثلاثينيات من العمر وتعمل بوزارة شؤون الرئاسة وفقا لرسائل البريد الإلكتروني». ونسبت ميل اون صندي الى روبرت هالفون النائب عن حزب المحافظين البريطاني الحاكم قوله «هناك مسائل أخلاقية يجب إثارتها حول أسباب منح جامعة «دورهام» مقعدا دراسيا لعضو في نظام الأسد ويتعين عليها ان تعيد النظر في مسألة منحها (لميس) هذه الدكتوراه نظرا لمقتل الآلاف من السوريين على يد هذا النظام» حسب تعبيره. كما نقلت عن متحدث باسم جامعة دورهام «نحن لا نعلق على الشؤون المالية للطلاب والجامعة ليس لديها اي صلات رسمية او ناشطة مع الحكومة السورية». وقالت الصحيفة انها «لم تتلق اي رد من لميس عمر رغم اتصالاتها المتكررة بها فيما أعلنت متحدثة باسم الرئيس الأسد انها ستحصل على رد على هذه المزاعم غير انها لم تفعل حتى موعد طباعة هذا العدد». بدوورها، كشفت صحيفة «لوس أنجيليس تايمز» الأميركية في عددها امس عن وجود وثيقة مسربة من موقع ويكيليكس لرسالة بريد إلكتروني تشير إلى أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم مؤسسة أميركية للعلاقات العامة لترويج ما أسماه ب «إصلاحات» كان يدعي أنه يقوم بها خلال العام الماضي. ولفتت الصحيفة في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إلى أن حملة العلاقات العامة التي أطلقتها مؤسسة «براون لويد جيمس» الأميركية ظهر أن توقيتها كان يتزامن مع قيام قوات الأسد بشن حملة قمعية على حركة الاحتجاجات الشعبية بشكل يومي. وتابعت الصحيفة «في وقت سابق، قامت المؤسسة كذلك بنشر سيرة ذاتية بعبارات مشرقة لأسماء الأسد زوجة الرئيس السوري في مجلة «فوغ» الأميركية التي قامت بعد ذلك بنشر مقالات عن أسماء ووصفتها بأنها «السيدة الأولى الأكثر إشراقا وجاذبية». وقد حصلت مؤسسة براون لويد جيمس للعلاقات العامة على 5 آلاف دولار شهريا لقاء ما كانت تقوم به، وذلك وفقا لسجلات مراقبة التعاملات مع أطراف أجنبية من داخل الولاياتالمتحدة. وأشارت الصحيفة إلى أن الرسالة التي سربها موقع ويكيليكس في شهر مايو الماضي تحتوي على نصائح للنظام السوري لتحسين صورته في الخارج، واتخاذ إجراءات لمواجهة التقارير الإعلامية الغربية التي تنقل صورة قاتمة بشأن تعامل القوات السورية مع المعارضين السوريين الذين يتعرضون للتعذيب والقتل. ونقلت الصحيفة عن المؤسسة قولها إن: سورية تعاني من «اختلال التوازن في نهج اتصالاتها» الذي فشل في طمأنة الشعب السوري والخارج بأنها تسعى بصدق للإصلاح. أما الرسالة المسربة فتقول «يبدو أن سورية تستخدم يدين، يد تقدم الإصلاح والأخرى حكم القانون، حكم القانون الذي يتطلب قبضة قوية. مشيرة إلى أن القبضة القوية هي التي يراها العالم الخارجي، وربما الكثير من السوريين، بشكل أكبر ربما بعشر مرات من اليد الممدودة للإصلاح». وذكرت صحيفة «لوس أنجيليس تايمز» الأميركية في تقريرها ان المؤسسة حثت النظام السوري على الموازنة بين اليدين، إضافة إلى ضرورة استغلال أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لم تطالب بصورة واضحة بتنحي الرئيس السوري، فهذا يعد بمثابة نقطة قوة ودليل على أن الإدارة الأميركية ترغب في بقاء النظام السوري، لذا فعلى نظام الأسد استخدام ذلك بالشكل الصحيح. مشيرة الى ان الولاياتالمتحدة قد ينفد صبرها نظرا لتصاعد حدة لهجتها في الآونة الأخيرة. وأوضحت المؤسسة أن الإكثار من ظهور وتفاعل أسماء الأسد قد يساعد النظام وذلك من خلال تنظيم رحلات لأسماء وزوجها للاستماع إلى الناس، كذلك أوصت المؤسسة بتنظيم اقتراع شعبي حول الإصلاحات، وإنشاء «مركز لرصد انعكاسات الرأي العام السوري» حول تلك الإصلاحات، إضافة إلى إطلاق حملة إعلامية تبين مدى صعوبة مهمة الرئيس السوري في تنفيذ الإصلاحات وسط بلد تعمه الفوضى، وأن يكون ذلك من خلال لقاءات صحافية ومقالات رأي. وأشارت صحيفة «لوس انجيليس تايمز» الأميركية إلى أن مايك هولتزمان الشريك في المؤسسة مع براون لويد جيمس نفى في مقابلة له مع مجلة «فورين بوليسي» الأميركية أن تكون الرسالة، التي سربها موقع ويكيليكس، مدفوعة الثمن وقال: إنها كانت مبادرة من قبل المؤسسة في وقت كان فيه الجميع يدفع النظام السوري ويتمنى أن يلتزم بالإصلاح بشكل حقيقي. وقال هولتزمان «لسوء الحظ، لقد تم تجاهل نصيحتنا، وعملنا المهني مع ذلك البلد وقد انتهى قبل وقت قصير من بدء تفعيل العقوبات الأميركية على سورية».