كشفت وسائل إعلام اليوم السبت أن العماد السوري المنشق "مناف طلاس" - الصديق المقرَّب لدى بشار الأسد - كان يخطط منذ أشهر لمغادرة سوريا، لكنه لم يكشف عن نواياه. ونقلت صحيفة "ديلي ستار" اللبنانية الصادرة بالإنجليزية عن أصدقاء أسرة الطلاس قولهم: "مغادرته إلى باريس عبر تركيا.. أدهش حتى والده". وقال الأصدقاء: إن والده وهو وزير دفاع سوري سابق اختصر عطلته في قبرص، وعاد إلى باريس فور سماعه بانشقاق ابنه. وفرَّ "طلاس" من سوريا يوم الثلاثاء الماضي، وهو أول من انشق عن الدائرة الداخلية للأسد منذ اندلاع الانتفاضة المطالبة بالديمقراطية في مارس 2011. ووفق الصحيفة، فقد بدأ "طلاس" التخطيط لانشقاقه بعد أن شنَّت قوات الأسد هجومًا واسعًا ضد مدينة الرستن مسقط رأسه وسط محافظة حمص في مايو حتى سبتمبر عام 2011. وقالت الصحيفة: "في ذلك الوقت كان طلاس صديقًا حميمًا للأسد، غير أنه طرح جانبًا بعد أن اقتنع بأنه يتعين على النظام التفاوض مع المعارضة وخضع لمراقبة حكومية قبل شهرين". ووصفت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون انشقاق طلاس وعشرات من الأعضاء العسكريين الآخرين بأنه "تطور واعد للغاية" يبرهن على انعزال الأسد بشكل متزايد. وفي رسالة وصلت عبر البريد الإلكتروني إلى وكالة "فرانس برس" موقعة باسمه, كشف طلاس أنه غادر سوريا بعد أن أصبحت حياته وحياة عائلته مهددة بالخطر. وقال في الرسالة التي لا تحمل تاريخًا: "لم أدخل المؤسسة العسكرية مؤمنًا يومًا أنني أرى هذا الجيش يواجه شعبه, وإن سبب امتناعي عن تأدية مهامي ومسئولياتي داخل الجيش يكمن في أنني لم أوافق إطلاقًا على سير العمليات الإجرامية والعنف غير المبرر الذي سار عليه نظام الأسد منذ أشهر عدة". ودعا زملاءه العسكريين مهما تكن رتبهم والذين ينجرون في قتال ضد شعبهم ومبادئهم إلى عدم تأييد هذا المسار المنحرف, معلنًا أنه يقر بشرعية النضال الذي تقوده المعارضة وخصوصًا على الأرض. وذكر مصدر قريب من النظام أن "مناف طلاس" - الذي ينتمي إلى الطائفة السنية وهو نجل وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس الذي خدم لفترة طويلة في عهد الرئيس حافظ الأسد - تخلى عن بزته العسكرية منذ أشهر، وبات يتنقل بملابس مدنية, وكان يقيم في دمشق وأطلق لحيته وشعره. وكان ينظر إلى "مناف طلاس" (48 عامًا) على أنه أحد رموز "الشباب المدلل" في دمشق، فهو بهي الطلعة, أنيق, يحب السيارات الفخمة, يدخن السيجار, ويرتاد المقاهي الحديثة في العاصمة. وتبقى الكوت دازور الفرنسية وجهته المفضلة خلال فصل الصيف. وأوضح الخبير في الشئون السورية فابريس بالانش أن عائلة طلاس كانت مدللة من النظام؛ لأنها كانت تضمن له وفاء السنة في وسط سوريا, أو على الأقل في منطقة الرستن بمحافظة حمص. وأضاف بالانش بحسب مفكرة الاسلام : "لم يعد هناك سبب للإبقاء على حظوتهم بعد أن أصبحوا غير قادرين على القيام بهذا الدور, لا بل إن دورهم العدائي ساهم في تفجير الوضع بالرستن" الخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر طويلة, والتي تشكل معقلاً مهمًّا ل"الجيش السوري الحر", الذي يقود "كتيبة الفاروق" التابعة له عبد الرزاق طلاس أحد أبناء عم مناف طلاس.