أضاف وزير خارجية ألمانيا صوته إلى موجة من الانتقادات، أثارها حكم محكمة بحظر ختان الصبية الصغار، لأسباب دينية، مجادلا بأنه يجب السماح بمثل هذه التقاليد فى مجتمع يسوده التسامح. وقال جيدو فيسترفيله لصحيفة بيلد اليومية فى مقابلة نشرت اليوم الجمعة "ألمانيا بلد منفتح ومتسامح، الحرية الدينية فيه راسخة الجذور، والتقاليد الدينية كالختان تعد تعبيرا عن التعددية الدينية"، لافتا إلى أن الحكم أثار "مشاعر غضب" فى شتى أنحاء العالم بعد أن تناقلته وسائل الإعلام العالمية. وكانت محكمة فى كولونيا قضت الثلاثاء الماضى بأن الختان القسرى يجب إبطاله لأنه يسبب أضراراً بدنية خطيرة لأناس لم يوافقوا عليه، وجاء فى حكم المحكمة "الحق الأساسى للطفل فى سلامة جسمه يفوق الحقوق الأساسية للوالدين". وقالت صحيفة حريت التركية فى موقعها على شبكة الإنترنت إن وزير الشئون الأوروبية التركى أجمين باجيس انتقد الحكم الألمانى، قائلا "إن الختان مسألة تتصل بحرية الدين والرأى". ونقل عنه قوله "إذا كان القضاة الألمان يجدون صعوبة فى فهم هذه المسألة، فإنه يمكننا أن نرسل خبراءنا فى مجال الختان، وأن نعطيهم دروسا فى كيفية الختان"، وأضاف "نحن مستعدون لتقديم أى مساهمة لبلد صديق وحليف. ولكن لا يمكن أن نقبل هذا الحكم بوصفه أمراً واقعاً.. وإن شاء الله سيتم تعديل هذا الحكم". ووصف المجلس المركزى لليهود فى ألمانيا الحكم بأنه "تدخل خطير غير مسبوق" فى الحرية الدينية، ووصفه المجلس المركزى للمسلمين فى ألمانيا بأنه "تدخل سافر وغير مقبول" فى حقوق الوالدين. وانتقدت الكنيستان المسيحيتان الرئيسيتان فى ألمانيا حكم محكمة كولونيا أيضا، ووصف المؤتمر المسكونى الكاثوليكى بأنه "يبعث على بالغ القلق".