لا تزال التفاصيل الغامضة عن «العميل المزدوج» الذي قام بدور جريء في إحباط مخطط هجوم انتحاري بقنبلة «سروالية»، هي الثالثة من نوعها وإن تكن أشد مفعولاً وأحدث صنعاً، من إنتاج صانع قنابل تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» السعودي إبراهيم حسن العسيري، تثير اهتماماً عالمياً غير مسبوق. وبعدما أعلن البريطانيون أنه سعودي المولد لكنه يحمل الجنسية البريطانية، ذكرت صحيفة «ديلي ميل» أمس (السبت) أن مسؤولاً سابقاً في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. ايه.) قال إن العميل المزدوج المذكور قد يحصل على ملايين الدولارات نظير قيامه بدوره الكبير في إحباط الهجوم الذي كان يستهدف طائرة ركاب أميركية. وأضاف أنه سيحصل على تلك الأموال من السلطات الأميركية، وأن أميركا تتعهد بنقل أسرته إلى مكان آمن يضمن سلامتها من أي هجوم انتقامي محتمل من قبل تنظيم «القاعدة». وأشارت «ديلي ميل» إلى أنه اتضح أول من أمس أن جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (ام آي 6) أعطى العميل السعودي المولد الجنسية البريطانية خصيصاً للقيام بتلك المهمة، حتى يكون أشد جاذبية للقبول من قبل قادة «القاعدة»، باعتبار أنه يسهل عليه التنقل إلى أميركا من دون الحصول على تأشيرة دخول. ونسبت إلى نائب المدير السابق لمركز مكافحة الإرهاب التابع ل «سي. آي. ايه.» فيل ماد القول: «لا شك بأنه وعائلته سيكونون في سعة مالية بقية أعمارهم. وسيحصل على شيك يتمناه كل شخص... نحن نتحدث عن ملايين الدولارات». وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت جائزة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يرشد إلى مخبأ القيادي الخطر في «القاعدة» فهد القصع الذي تتمسّك أجهزة الاستخبارات الغربية بأن معلومات العميل المزدوج أفضت إلى تصفية القصع من خلال غارة شنتها طائرة أميركية بلا طيار في جبال محافظة شبوة. وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» أمس أن إحباط القنبلة «السروالية» أبرز السعودية حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة في حربها على تنظيم «القاعدة» في اليمن. وأشارت إلى أن هذه هي المرة الثانية التي تتيح فيها معلومات سعودية إحباط تفجير انتحاري مدمّر ضد طائرات أميركية، في إشارة إلى العثور على قنبلتين صنعهما العسيري ووضعهما في طابعات كومبيوتر على متن طائرتي شحن اكتشفت إحداهما في دبي والأخرى في لندن. ونسبت إلى مصادر استخباراتية أميركية قولها إن قيادي «القاعدة» القتيل فهد القصع (يمني الجنسية) تولى بنفسه إعطاء التعليمات للعميل المزدوج في شأن القنبلة «السروالية» التي صنعها العسيري، وترك له الحرية في اختيار اليوم الذي يريده لركوب أي طائرة متجهة إلى الولاياتالمتحدة لتنفيذ الهجوم الانتحاري. وذكرت مصادر في مكتب التحقيقات الفيديرالي (ا ف بي آي) أن قنبلة السروال، وهي النسخة الثانية المطورة من قنبلة وضعت في سروال النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب ليفجرها على متن طائرة فوق ديترويت في 25 كانون الأول (ديسمبر) 2009، لا تحتوي على أي معدن، لكنها أقل حجماً من سابقتها، وصنعت بحيث يتم ارتداؤها تحت السروال العادي، وبطريقة تجعلها غير ظاهرة وغير ملموسة لرجال الأمن في المطارات الذين يقومون بتفتيش الركاب بالتربيت على الأماكن الحساسة في أجسادهم. كما تم تحسين آلية التفجير باستبدال الزناد السابق الذي لم يقم بتفجير قنبلة عمر الفاروق في التو.