بدأت الحلقة النقاشية التي يقيمها مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية أعمالها مساء الثلاثاء 10/6/1433 (1/5/2012) في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض تحت عنوان : " مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية : آفاق الريادة والتميّز " ، بحضور نخبة من المثقفين والمفكرين، المهتمين باللغة العربية وشؤونها، ومن أصحاب الخبرات، والتخصصات الفرعية والدقيقة، في علوم اللغة العربية، من داخل المملكة وخارجها. وقد بدئ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى رئيس مجلس أمناء المركز د.محمد الهدلق كلمةً أشاد فيها بالأمر الريادي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بإنشاء هذا المركز، مبيناً أن المركز يسعى لتحقيق أهدافه المنشودة في خدمة اللغة العربية، بالتعاون مع مختلف الجهات الأكاديمية والمؤسسات الثقافية والمهتمين . بعد ذلك ألقى د.محيي الدين محسب كلمة المشاركين، عبر فيها عن شكر المشاركين وتقديرهم لإدارة هذا الملتقى العلمي المرموق، وانطلاق مستوى التخطيط اللغوي للعربية والاهتمام بها، مؤكدا أنّ نجاح المملكة هو نجاح للأمتين: العربية والإسلامية . ثم ألقى أ.د.أحمد بن عبد الله السالم (وكيل جامعة الإمام لشؤون الطالبات) قصيدة شعرية نالت استحسان الجميع. عقب ذلك القى معالي د.أحمد بن محمد السيف كلمة رحب فيها بالجميع، معبراً عن فخره واعتزازه باللغة العربية التي تمثل الدين والوطن، مشيداً بجهود القيادة الرشيدة في خدمة اللغة العربية ورعايتها، منوهاً - في السياق نفسه - بمبادرة خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية. ثم افتتحت بعد ذلك أولى حلقات النقاش وهي ندوة بعنوان "اللغة والهوية" شارك فيها كل من د.إبراهيم بن سليمان الشمسان ، ود.مازن بن عبدالقادر المبارك، ود.محمد إسماعيل صالح ، ود.نهاد ياسين موسى، ود.نورة بنت صالح الشملان، وأدارها د.عبدالله بن صالح الوشمي. وناقشت الندوة هوية اللغة العربية وكيفية المحافظة عليها؛ كونها لغة القرآن الكريم، مجمعين على أن هناك تلازما بين اللغة والهوية، وأن اللغة تمثل حالة الامة في ضعفها وقوتها، مشيرين إلى صمود اللغة العربية بوجه الحملات التي استهدفتها، ونوه المتحدثون بضرورة تعلم المواطن العربي جميع اللغات التي تمكنه من معرفة ما يدور حوله، وعدم إهمال لغته الأساسية، أو الوقوع في ثنائية التضاد بين اللغة العربية والإنجليزية أو الفرنسية، مطالبين أن تفتح أسواق العمل أبوابها أمام المتعلمين باللغة العربية . وطالب المتحدثون أن يقوم مركز الملك عبد الله بمتابعة تنفيذ قرارات وتوصيات المؤتمرات والملتقيات المتصلة بهذا الجانب، وآخرها مؤتمر بيروت للغة العربية، ومؤتمر الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة بهذا الشأن. كما ناقشت الندوة أنواع اللغة المتمثلة بالشخصية الفردية، التي تتميز بالعلاقة الوثيقة بين الفرد ولغته، والنوع الجماعي، الذي يمثل الجماعات من جميع النواحي الحياتية، إضافةً للدراسات اللغوية المختلفة، وكذلك علاقة اللغة بالهوية وهي علاقة مباشرة. وتخللت الندوة مداخلات ونقاشات لبعض المشاركين من الحضور. الجدير ذكره أن جلسات الحلقة ستتواصل في فندق الهوليدي إن الازدهار بالرياض، وتستمر فعاليات الندوة ليوم الخميس.