نادرا ما تستطيع أن تحكم على شخصية عملية دون أن تأخذ وقتك الطويل بالمراقبة والاستنتاج والسؤال والتدقيق.. الاستثناء هنا يكون للشخصيات التي تستطيع أن تصنع الفارق وأن تخلق نقاط التحول بكل جدارة ودون ضجيج أو إحداث هزة للعمل .. مثل هؤلاء يندر أن تجدهم لكنهم حتما يظهرون .. في السعودية ظهر أحد هؤلاء الندرة ليس بأقواله أو حضوره داخل المشهد .. ظهر متقلدا وسام ثقة مليكه مرتكزا على حكمته وبصيرته وسيرته العطرة وثقته بنفسه وحرصه على خدمة وطنه دون هوادة والأهم تقديم الوجه الحقيقي لمهنيته النظامية داخل أوساط المجتمع بشكل يضمن حق كل طرف دون الميل حتى بشعرة..!! الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف آل الشيخ.. الرجل الوقور صاحب الابتسامة المشرقة والنفس المطمئنة... تقلد منصبه في ظروف حساسه واظطراب واضح فيما يخص العلاقة بين الجهاز والمجتمع من جهة وبين الجهاز وعلاقته بوسائل الإعلام من جهة أخرى.. عمل على بناء رؤية واضحة وصريحة تشمل الجميع دون تفريق داخل الجهاز مؤمنا بأن التدريب والتطوير البشري والعلمي والإداري يفتح آفاقا لحصار الأخطاء وضمان وأدها .. كان منسوبو الهيئة في حراك دائم .. محاضرات .. دورات.. فعاليات.. اجتماعات.. لقاءات.. وفي خضم مشروع الارتقاء بالموظف كانت سياسة الرجل الحكيم حاضرة وهو يضع منهجا نظاميا لعمل الأفراد وفق الأنظمة والقوانين دون التداخل لممارسة أدوار ليست من صلاحيات الجهاز.. نقطة تحول هائلة .. رائعة.. عملية .. لم يفعلها أحد من قبله.. الأمور أصبحت واضحة والمهام مكتملة والأجمل أن شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم تتبدل قيد أنملة .. نعم كل عرف دوره وهناك جهات تعرف دورها .. كان الشيخ المبتسم يعرف تماما أن العمل بنظام واضح وبروح الفريق الواحد وبزرع الطمأنينة داخل المجتمع هو اساس النجاح .. عمل على ذلك ونجح في فترة قياسية.. دلالة التميز والقوة والشجاعة وحسن التعامل مع موظفيه.. ناهيك عن التغييرات في المناصب تدويرا وتجديدا .. كانت بنظرة رجل مسؤول يؤمن بأن الأفضلية ليست حكرا بل مجالا متاحا لكل طاقم فريقه .. القريبون من الشيخ الدكتور عبد اللطيف يعرفون أنه يسهر دائما لمتابعة الميدان ومشاركة زملائه في نوباتهم واشعارهم دوما بأن الجميع يعمل ليخدم دينه ووطنه ومليكه بما يرضي رب العباد .. فلسفته العملية تقوم على مبدا ثابت لايتزعزع .. اعمل ماهو مطلوب منك واترك للآخرين أعمالهم .. نعم نقولها بكل ثقة .. لقد كسب الشيخ الوقور المبتسم ثقة الناس.. وعكس نظرة الملك في اختياره.. ليس قصورا بما سبقوه .. لكن الرجل صنع الفارق بثقة متناهية .. يستحق أن نشيد بخطواته .. أن نقف معه.. نرفع من عزيمة رجاله.. في الأخير كسب المجتمع والمجتمع كسبه ..