ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن التمثيل الدبلوماسى الضعيف لدولة قطر بالقمة العربية، المنعقده حاليا بالعاصمة العراقية بغداد، هو رسالة ضمنية للحكومة العراقية التى تتعمد بشكل كبير تهميش الأقلية السنية وممارسة كافة أشكال التمييز ضدهم. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن القمة العربية التى تستضيفها العراق حاليا، لأول مرة منذ أكثر من عقدين من الزمان، لم تشهد حضور أيا من قادة دول الخليج العربى، سوى أمير دولة الكويت، هو ما يعد مؤشرا لزيادة التوتر الحالى بين الطوائف السنية والشيعية بالمنطقة بعد عام من نشوب ثورات الربيع العربى.وأوضحت الصحيفة أن الاحتجاجات التى تشهدها المنطقة حاليا سواء فى سوريا أو البحرين قد غلبت عليها الطبيعة الطائفية، فبدت وكأنها صراعات طائفية بين السنة والشيعة. وأشارت الصحيفة للتصريحات التى أدلى بها رئيس الوزراء القطرى، حمد بن جاسم، أمس الأربعاء والتى أعرب فيها عن دعم بلاده للمعارضة السورية، موضحا أن دولة قطر تدعم فكرة تسليح المعارضة السورية حتى يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم فى مواجه الممارسات القمعية العنيفة التى يتبناها النظام السورى. وأضافت واشنطن بوست أن العلاقات العراقية القطرية قد شابها الكثير من التوتر مؤخرا، نتيجة للعلاقات الوثيقة التى تربط بين كلا من بغداد والنظام الشيعى فى إيران، بالإضافة إلى الدعم العراقى للنظام السورى رغم الاستخدام المفرط للعنف والذى أدى الى مقتل أكثر من تسعة ألاف مواطن، منذ بداية الانتفاضة السورية فى العام الماضى. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الأغلبية الشيعية قد سيطرت على مقاليد الأمور بعد سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003، موضحة أن الطائفة السنية فى العراق تشكو من التمييز الذى يمارسة رئيس الوزراء العراقى الحالى نورى المالكى، والذى وضع السلطة فى يد أنصاره من الشيعة فقط، وهو ما دفع بعض الأصوات السنية بالعراق الى الدعوة الى الانفصال عن الدولة العراقية. وأضاف المسئول القطرى أن سياسة التهميش التى تنتهجها الحكومة العراقية ضد الطائفة السنية ليس فى مصلحة العراق أو أى دولة عربية أخرى بالمنطقة، مشددا على ضرورة قيام الحكومة العراقية بتوحيد كافة العراقيين بمختلف انتماءاتهم واتجاهاتهم من خلال فتح الباب أمام حوار يشمل كافة القوى السياسية والمجتمعية بالعراق.