عبر الحدود السورية التركية نحو 1000 سوري بينهم ضابط رفيع المستوى مما يشير إلى زيادة قوية في أعداد اللاجئين القادمين إلى تركيا مع حلول الذكرى الأولى لقيام الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة ضد النظام السوري، فيما قتل 46 سورياً عثر على 23 جثة. وقال مسؤول سوري أمس إن من المتوقع توافد المزيد فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة في بلدة إدلب السورية القريبة. مما يرفع عدد اللاجئين في محافظة هاتاي إلى 14700 منذ بدء قمع الحركات الاحتجاجية في سوريا في 15 آذار/مارس 2011، بحسب وزارة الخارجية التركية. فيما أعلن رئيس الهلال الأحمر التركي أحمد لطفي أكار الخميس أن تركيا تخشى تدفق قرابة 500 ألف سوري إلى أراضيها هربا من أعمال العنف في بلادهم. من جهته، اتهم نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي سوريا الخميس بزرع ألغام على حدودها مع تركيا لمنع مرور اللاجئين. وقال اتالاي لشبكة «إن تي في» أن «الإدارة السورية تزرع ألغاما على الحدود (التركية) حتى لا يتمكن اللاجئون من العبور إلى تركيا. إنها تتخذ إجراءات». وتابع أن الجيش السوري «يتدخل عسكريا» في الجانب السوري ضد الأشخاص الذين يحاولون عبور الحدود. من جانب آخر انطلقت «قافلة الحرية» المؤلفة من بضع مئات من الناشطين وغالبيتهم من السوريين المقيمين في المنفى أو من الشتات الخميس من مدينة غازي عنتاب (جنوب شرق) باتجاه الحدود السورية. وتنوي القافلة مبدئيا تقديم مساعدة إنسانية إلى السكان السوريين لكن الدرك التركي سيمنعها بلا شك من الاقتراب من الحدود السورية قرب مدينة كيليس التركية، على غرار المحاولة الأولى التي انطلقت أيضاً من غازي عنتاب في 12 كانون الثاني- يناير. ومن المقرر أن تستضيف الحكومة التركية التي قطعت علاقاتها مع حليفتها السورية السابق بسبب أعمال القمع، في الثاني من نيسان - أبريل في اسطنبول الاجتماع الثاني ل»أصدقاء سوريا» بعد اجتماع أول في تونس في شباط - فبراير. من جانبه قال متحدث باسم كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية لسوريا الخميس إن عنان ما زال يجري اتصالات مكثفة مع السلطات السورية بشأن مقترحاته لوقف العنف. وقال المتحدث أحمد فوزي في جنيف «باب الحوار ما زال مفتوحا. ما زلنا نتواصل مع السلطات السورية بشأن مقترحات السيد عنان.» فيما ذكر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس إن بلاده لن تشارك في أي عمليات عسكرية في سورية. واعتبر المسؤول الروسمشاركة بلاده في عمليات عسكرية بسورية «خطوة تتنافى مع مصالحها العليا الأساسية». وقال لافروف: «إذا كان المقصود بضمان وجودنا هو تدخلنا العسكري للمشاركة في حرب هناك، فالجواب بالتأكيد هو لا». وعلى الصعيد الميداني أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس أنه تم العثور على 23 جثة بالقرب من مدينة إدلب في شمال غرب سوريا، عليها آثار «تعذيب شديد». وتم التعرف على 19 منها وظهرت عليها آثار التعذيب الشديد». وأشار إلى أن «الجثث كانت معصوبة الأعين ومقيدة اليدين وقد تم قتلهم جميعا بعيارات نارية». وسقط خمسة قتلى الخميس في أعمال عنف في محافظة أدلب التي شهدت عمليات عسكرية مكثفة خلال الأيام الماضية قتل فيها العشرات. واقتحمت آليات عسكرية مدرعة حي جوبر بالعاصمة السورية بالتزامن مع أصوات إطلاق رصاص كثيف. وفي ريف دمشق، هزت أصوات الانفجارات بلدة كفر بطنا، وأعقبها إطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة. تزامن هذا مع اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومجموعات مسلحة منشقة في مدينة مو حسن بدير الزور استخدمت فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف وذلك إثر مهاجمة المجموعات المنشقة لمراكز الجيش النظامي بالمدينة. ويأتي ذلك في الذكرى السنوية لقيام الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة ضد النظام السوري التي أسفر قمعها عن مقتل أكثر من 8500 شخص أغلبهم من المدنيين بحسب المرصد السوري.