أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن اجتماع المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الثانية والعشرين بعد المائه الذي عقد مساء اليوم في الرياض كان مثمراً وبناءً ، ونوقشت فيه أعمال اللجان الوزارية ومشاريع القرارات التي سترفع لقادة دول المجلس ، كما جرى بحث المستجدات السياسية على الساحتين الإقليمية والعربية . وأجاب سمو وزير الخارجية على اسئلة الصحفيين حيث قال سموه في اجابته عن سؤال حول تصريح سموه حول النظام السوري وأنه يجب أن يزول طوعاً أو كرهاً ، وهل يعني هذا أن المملكة العربية السعودية ترحب بتغيير النظام السوري حتى لو بانقلاب عسكري، أجاب سموه قائلاً " الواقع أنا لم أقل شيئاً لم يقله السوريون أنفسهم ، هم لا يريدون النظام ، والنظام مصر أن يبقى عبئاً على الشعب السوري ، والنظام لا يريده الشعب ، ولا يوجد سبب يفرض عليه أن يُقتل الشعب حتى يبقى في السلطة ، هل السلطة لها القيمة أن تضحي بأبناء وطنها بأعداد هائلة أن تبقى في السلطة ، هذا شئ مستنكر ، ما هو مستنكر وقوف الدول ضد هذا العمل ، ولا هو مستنكر رغبة الدول أنها ترى النزيف أن يقف ، وإذا كان رغبة السوريين في التسلح للدفاع عن نفسهم فليس هناك حق أقوى من حق الإنسان في الدفاع عن نفسه وعن عرضه وعن ما يملك ، وهذا ما يطلبه السوريون ، لم يطلبوا أي شيء للهجوم على أحد ، هم يطلبون الدفاع عن النفس ، من الصعب أنك تمنع أحد من الدفاع عن نفسه أمام جور القوات السورية على أبناء جلدتهم ، ونرى ما يحدث في المدن السورية حمص وحماة وباقي المدن ، الأرض دكت بما يسمى في التعبير العسكري "كافة مواقعها" ،هذه ما تحتاجها إلا في الحروب مع ألد الأعداء ، فهل السوري أصبح عدوا للحكومة حتى يستحق هذا التقتيل ، هذا الذي أقصده عندما قلت الكلام الذي قلته". وفي رد على سؤال حول ربط الأحداث التي تجري في سوريا بما حدث في القطيف والبحرين ، قال سمو الأمير سعود الفيصل :" هل سمعت عن مذابح حصلت في القطيف أو أي مكان آخر في المملكة ، كيف يمكن أن تقارن بين هذا وذاك ، هناك مشاغبون لا يمثلون أدبياتنا هناك مشاغبون أخذتهم العزة بالإثم وتعاونوا مع إيران ويقومون بالشغب والمملكة العربية السعودية لا تفرق بين أبنائها ، المواطن مواطن مهما كانت عقيدته". وأردف سموه قائلا " نحن نسعى لتهدئة الأوضاع وإذا كان لهم مطالب ، فالمطالب طريقها معروف والدولة لم تقصر في توفير ما يلزم تعليم وبنية تحتية ومدارس إلى غيره من الاحتياجات التي تحتاجها القطيف وغيرها من المدن الأخرى ". وعن الحل السلمي وهل لا يزال مطروحا في سوريا أم سيكون هناك تصعيد عسكري في هذه الحالة ، أوضح سمو الأمير سعود الفيصل أنه إذا أوقف القتال ووقف النزيف والعدوان والآليات وأطلق المحتجزين والسجناء فهناك إمكانيات كبيرة لإجراء حوار وحل سياسي للوضع ، وقال "لن نذهب بعيدا يمكن يحصل فيها ما حصل في اليمن ، الأمور مطروحة واعتقد الإخوة السوريون يعرفون ذلك " ، مؤكداً سموه أن تحديد الوقت من شأن الجانب السوري ، مضيفا " الوقت لسنا نحن من نحدده ، نحن نعرض والتوقيت عليهم ". وفي سؤال مفاده " هل يمكن طرح آلية جديدة لإيقاف تسليح الجيش النظامي السوري الذي يمارس هذه المجازر" ، أجاب سموه قائلاً " الأطراف التي توفر السلاح لسوريا دائما تقول إنها ليست تاجرة سلاح وإنما هي تبيع السلاح للدول التي تدافع عن نفسها ، فإذا ما كان يعمله السوريون دفاعاً عن النفس ، للشعب السوري حق لهم يمدوهم بالسلاح ، ولكن لا اعتقد أنهم يقومون بالدفاع عن أنفسهم بل يقومون بالهجوم على المدن والقرى ويهدمون المنازل ويعتقلون الأشخاص وكلها أعمال عدوانية ". وأردف سموه قائلا " الجيش السوري من الجيوش التي نفتخر بها والتي يحسب حسابها أن تكون دفاعاً ليس عن الشعب السوري فقط ، ولكن عن الشعب العربي كله وبالتالي عندما يقوم بهذه الأعمال الشائنة فهذا يحزننا ويؤلمنا أن نرى المدفع السوري موجه لصدر السوريين ".