أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن نظامه يحكم السيطرة على الأرض تماماً، بينما يفتقد السيطرة على الفضاء، في إشارة إلى الهجمة الإعلامية التي يتهمها بالتحريض على سوريا. إلا أنه استدرك: "يمكن أن يكونوا أقوى في الفضاء لكننا أقوى على الأرض من الفضاء ومع ذلك نريد أن نربح الأرض والفضاء". جاءت هذه التصريحات أثناء مشاركة الأسد وزوجته في الاستفتاء على الدستور الذي أجري اليوم، وذلك في مركز للاقتراع في مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين في وسط العاصمة. وأظهر التلفزيون السوري الأسد مبتسما إلى جانب زوجته التي كانت ترتدي زيا أسود اللون ولوحت بيدها أكثر من مرة للمتجمعين الذين كانوا يتدافعون من حولهما ويهتفون "الله، سوريا، بشار وبس". وقد دعي اليوم الأحد أكثر من 14 مليون سوري الى الإدلاء بأصواتهم الأحد في استفتاء على الدستور، في وقت تعيش البلاد على وقع العمليات العسكرية وأعمال العنف. إلى ذلك قتل 31 مدنيا وجنديا سوريا على الاقل يوم الاحد في قتال على مستقبل سوريا يتزامن مع تصويت على دستور جديد قد يبقي الرئيس بشار الاسد في السلطة حتى عام 2028. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان تسعة مدنيين قتلوا في قصف عسكري لاحياء المعارضة في مدينة حمص والذي دخل الان أسبوعه الرابع في حين لقي أربعة جنود حتفهم على أيدي مقاتلين متمردين في اشتباكات جرت بالمدينة. وقال المرصد ومقره بريطانيا ان ثمانية مدنيين وعشرة افراد من قوات الامن قتلوا في أعمال عنف في أماكن أخرى في سوريا التي تشهد ما أصبح تمردا عسكريا متزايدا ضد اربعة عقود من حكم عائلة الاسد. يأتي ذلك في الوقت الذي يدلي فيه الناخبون السوريون بأصواتهم في استفتاء على دستور جديد يقول الاسد انه سيؤدي الى إجراء انتخابات برلمانية متعددة الاحزاب خلال ثلاثة اشهر لكن معارضيه يعتبرونه مزحة سخيفة في ظل الاضطرابات التي تشهدها البلاد. وقال الناشط وليد فارس في حي الخالدية في حمص "ما الذي يمكن ان نصوت من أجله؟ .. اذا كنا سنموت بالقصف أو بالرصاص .. هذا هو الخيار الوحيد أمامنا." وأضاف "نحن محاصرون في منازلنا منذ 23 يوما. لا نستطيع الخروج (الى الشوارع) باستثناء بعض الازقة. الاسواق والمدارس والابنية الحكومية مغلقة والحركة قليلة في الشوارع بسبب انتشار القناصة." وقال ان حي بابا عمرو المحاصر هو الاخر يعاني من عدم وجود طعام أو ماء منذ ثلاثة ايام. وتابع "حمص بوجه عام تعاني من انقطاع الكهرباء لمدة 18 ساعة في اليوم." ومن الصعب التحقق من روايات الشهود بسبب منع المراسلين الاجانب من دخول سوريا أو القيود الشديدة المفروضة عليهم.