قال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر مقيم في دمشق يوم الاثنين ان السوريين الذين يعيشون في المناطق المتضررة بالصراع بين قوات الحكومة والمعارضة تواجه صعوبات في تدبير احتياجاتها من المواد الغذائية الاساسية. وقال المتحدث صالح دباكي لرويترز عبر الهاتف "الوضع يزداد عنفا وليس من السهل على الاشخاص عمل اي شيء. الشوارع خالية والناس لا يستطيعون الذهاب الى اي مكان لشراء الطعام. هناك حتى مشكلة في الحصول على الخبز." وفي مدينة حمص مركز الثورة ضد الرئيس بشار الاسد يشن الجيش هجوما منذ عشرة أيام على معاقل المتمردين. وذكرت تقارير لناشطين ان عدة مئات من الاشخاص قتلوا وسويت بنايات بالارض بسبب القصف بالصواريخ ونيران الاسلحة الرشاشة. وقال دباكي ان القتال بين قوات الحكومة والمتمردين جعل الوصول الى المناطق الاكثر تضررا مثل حي بابا عمرو في حمص شبه مستحيل لعمال الهلال الاحمر السوري المحلي. وأضاف "الوضع صعب للغاية في بابا عمرو. اذا كان عمالنا يواجهون خطر التعرض للقتل فلن يسمح لهم بالتأكيد بدخول ذلك الحي." وتابع "هناك مصابون وقتلى ولكن لا أحد يعرف شيئا عن الاعداد على وجه الدقة. لن اتحدث عن الاعداد ولكن الوضع ليس جيدا." وقال ان عمال الهلال الاحمر المحلي اقاموا تسعة مراكز اخرى حول المدينة حيث يمكن للسكان الحصول على الرعاية الطبية أو الطعام والامدادات. لكن الوصول الى تلك العيادات ربما يكون صعبا على السكان المحاصرين داخل مناطقهم التي يعمها العنف منذ تشديد الحملة على المتمردين قبل اسبوعين. وغالبا ما يستمر القصف لساعات وتحاصر القوات الحكومية بعض المناطق التي يسيطر عليها المتمردون بالاضافة الى وجود متاهة بالفعل من نقاط التفتيش حول المدينة. ونظم عمال الهلال الاحمر يوم السبت الماضي عمليات اجلاء طبي في احد احياء حمص. وقال المتحدث "اجلوا اكثر من 80 شخصا معظمهم من النساء والاطفال من منطقة اسمها الانشاءات كانت تشهد قتالا عنيفا. اعطانا الجيش مهلة مدتها اربع ساعات توقف خلالها عن القصف لدخول المنطقة واجلاء الناس." وقالت الاممالمتحدة في ديسمبر كانون الاول ان اكثر من 5000 شخص قتلوا في الحملة التي تشنها الحكومة على الانتفاضة. وتقول حكومة الاسد انها تقاتل "ارهابيين" قتلوا اكثر من 2000 من افراد قواتها الامنية. وذكرت تقارير ناشطين ان مئات اخرين قتلوا منذ ان نشرت الاممالمتحدة احصائيتها ولكن من الصعب التحقق من تفاصيل الاضطرابات في سوريا بسبب القيود المفروضة على عمل الصحفيين. وقال دباكي ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر ارسلت قافلة امدادات الى حمص يوم السبت تشمل امدادات غذائية وطبية معظمها لعلاج الجرحى. واضاف ان اللجنة تأمل في ارسال قافلة اخرى في الايام القادمة. وارسلت اللجنة قافلة يوم الاثنين الى بلدة بلودان الجبلية التي لجأ اليها الاف السوريين هربا من العنف في بلدة المدايا القريبة ومن الزبداني معقل المعارضة قرب الحدود السورية اللبنانية. وقال "قدموا مساعدات طبية وطعاما بالاضافة الى حليب الاطفال والاغطية. تلك المنطقة شديدة البرودة وعادة ما يكسوها الجليد في هذا الوقت من العام.. لكن الشيء الاهم هو ان هؤلاء الاشخاص في حاجة الان الى الطعام." وسمحت الحكومة السورية للجنة الدولية للصليب الاحمر منذ يونيو حزيران بدخول المناطق التي عمتها الاضطرابات منذ الانتفاضة التي تفجرت في مارس اذار باحتجاجات سلمية لكنها شهدت في الشهور الماضية تمردا مسلحا أخذ في التصاعد. وقال دباكي "نريد من كل المشاركين في العنف ضمان تسهيل دخول المتطوعين.. يجب ان يكون باستطاعتهم دخول الاماكن التي في حاجة الى المساعدة حتى يستطيعون المساهمة في انقاذ ارواح.