كشف السفير السعودي لدى كينيا في اتصال هاتفي مع «الحياة» أن تدخل بعض الأطراف الصومالية «أدى إلى تأخير الإفراج عن الناقلة، وتسبب في تعثر إقناع شيوخ القبائل للقراصنة الأسبوع الماضي، إضافة إلى عدم سهولة الاتصال، وعدم وجود رؤساء القبائل والعشائر التي ينتمي إليها القراصنة في المنطقة». وأكد أن «هناك رسالة وصلت إلى القراصنة اليومين الماضيين، عبر رؤساء القبائل، مفادها أن حكومة المملكة لا تخضع لابتزازهم ولن تقبل بالمفاوضات». وأضاف أن السعودية «لم تطلب من الأطراف التوسط للتفاوض، لأن موقفها واضح ويرفض التفاوض، وهي سمحت لشيوخ القبائل والعشائر بإقناعهم بالإفراج عن السفينة من دون قيد أو شرط». ولفت إلى أن السفارة السعودية في نيروبي تعمل على تكثيف الضغط على القبائل والعشائر التي «وعدت خيراً». وأكد أن المملكة تريد الحل السلمي لا العسكري، لأن الناقلة محملة ب 300 ألف طن من النفط الخام، لو تسرب إلى البحر ربما سيحدث كارثة، لكن هذا «لا يعني أنه لا توجد بدائل أخرى». من جهة أخرى، أجرى حسين آل حمزة السعودي الوحيد ضمن طاقم الناقلة اتصالاً هاتفياً بعائلته في محافظة القطيف شرق السعودية، طمأنها فيه أنه «بخير وفي صحة جيدة». وقال والده موسى آل حمزة: «تلقينا ظهر السبت اتصالاً من ابني طمأنني ووالدته أنه بخير، وقال: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. وبعدها انقطع الاتصال». وأضاف: «شعرت أن هناك من يراقب الاتصال من القراصنة، إذ بدا مرتبكاً قليلاً، كما كانوا يستعجلونه لإنهاء المكالمة التي لم تستمر طويلاً». وأكد أن الاتصال الذي استمر نحو دقيقتين ونصف الدقيقة كان «مطمئناً نوعاً ما» للأسرة التي تترقب انفراج الأزمة. وأشار إلى اتصال تلقاه من الشركة مالكة السفينة أفادت خلاله أن «عملية تحرير الناقلة تسير في اتجاه الإفراج عنها»، بيد أنه عاد وقال إن الشركة «لمحت إلى ضرورة عدم الاستعجال، وأن العملية قد تمتد شهوراً كما هي الحال مع سفن أخرى تم اختطافها». من جهة أخرى، (أ ف ب) يطلق الاتحاد الأوروبي غداً عملية بحرية غير مسبوقة لمطاردة القراصنة الصوماليين الذين يكثفون هجماتهم قبالة سواحل القرن الأفريقي تشارك فيها ست سفن حربية وثلاث طائرات مراقبة، فيما أكد السفير السعودي لدى كينيا نبيل عاشور ل «الحياة» أن تدخل «سماسرة» صوماليين في المفاوضات مع خاطفي ناقلة النفط السعودية «سيريوس ستار» عرقل إطلاقها الأسبوع الماضي. وسيجوب نحو ألف بحار قبالة سواحل الصومال وفي خليج عدن، فيما يؤمن لهم نحو عشرين عسكرياً الشؤون اللوجستية في جيبوتي. وتقضي المهمة التي تتم بتفويض من الأممالمتحدة، بمواكبة سفن برنامج الغذاء العالمي التي تنقل مساعدات إنسانية إلى الصومال والقيام بدوريات لردع القراصنة عن مهاجمة السفن التجارية، وحتى إطلاق النار عليهم إن لم يمتثلوا. وتشارك في العملية سبع دول هي بلجيكا واسبانيا وفرنسا واليونان وهولندا وبريطانيا والسويد، وقد تنضم إليها البرتغال، ويقودها ضابط بريطاني هو الأدميرال فيليب جونز، كما تضم قيادتها نحو ثمانين ضابطاً وتتمركز في قاعدة نورثوود البحرية في شمال لندن. وتكاثرت الهجمات هذا العام عند منفذ مضيق باب المندب الذي يمر عبره 12 في المئة من التجارة البحرية و30 في المئة من النفط الخام العالمي. وخطفت نحو ثلاثين سفينة، أبرزها ناقلة النفط السعودية العملاقة «سيريوس ستار».