افتتح معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجه اليوم أعمال ندوة " دور وسائل الإعلام في تطوير أداء الأجهزة الحكومية " التي ينظمها معهد الإدارة العامة ، بقاعة ابن خلدون بمركز الأمير سلمان للمؤتمرات في مقر المعهد بالرياض . وبدء الحفل بآيات من القرآن الكريم, ثم ألقى معالي مدير عام معهد الإدارة العامة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الشقاوي كلمةً رحب فيها بمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجه , وبمعالي وزير الخدمة المدنية رئيس مجلس إدارة معهد الإدارة العامة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله البراك وبالحضور , مؤكداً أن الندوة تأتي إيماناً من المعهد بدوره في تسليط الضوء على القضايا المتعلقة بالتنمية، ووسائلها المختلفة ومنها الوسائل الإعلامية التي تؤثر على مسارات التنمية، وتسهم في تطوير أداء الجهاز الحكومي . وأضاف أن الندوة تهدف إلى تعزيز جوانب الشراكة بين وسائل الإعلام والأجهزة الحكومية ، من خلال التعرف على مدى استفادة الأجهزة الحكومية مما تطرحه وسائل الإعلام في تطوير أدائها ، ودور وسائل الإعلام تجاه أداء الأجهزة الحكومية ,وتناقش قضية غاية في الأهمية ، تلمسَ واقع العلاقة بين وسائل الإعلام ، وما تبذله من جهود معرفية متنوعة ، وبين تفاعل الأجهزة الحكومية مع ما تطرحه تلك الوسائلَ من طروحات تشتمل على تحليلات،ورؤى تنموية متنوعة،وتصورات تهتم بالشأن الإداري ، وتسعى للاسهام في تفعيل أدائها على الوجه المطلوب للوصولُ إلى الأهداف المتوخاه، التي تعمل الدولة جاهدة على إنجازها . وقال معاليه: في ظل ما تعيشه المملكة في العصر الحديثَ من انفتاح ثقافي وإعلامي وشفافية في الطرح برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ، وبإشراف معالي وزير الثقافة والإعلام ، يعززه التنوع الكبير في وسائل الإعلام وتقنياتها المختلفة التي تتيح المعلومة وتفتح الآفاق للنقد البناء وتداول المعرفة ، فقد أسهم ذلك في اتساع مساحة النقد والتقييم ، ورفع مستوى الوعي المعرفي لدى المواطنين ، كما أسهم في صياغة ثقافة محلية متجددة تهتم بالرأي ، وتواكب النهضة التي تعيشها البلاد في شتى الميادين ، وتقدم صورة واقعية عن الثقافة السعودية أمام العالم . وأوضح أن التنمية الوطنية تتبوأ مكانة متقدمة من بين أهداف الإعلام وموضوعاته الحيوية ، فوسائل الإعلام المختلفة تسعى لتحقيق التغيير الذي يخدم أغراض التنمية. وهذا التكامل بين دور وسائل الإعلام ومضامين التنمية ، يفضي إلى تجسيد الواقع الإداري بكل مظاهره , وقد برزت هذه العلاقة بين وسائل الإعلام المحلية والأجهزة الحكومية، على نحو يكتنفه أحياناً بعض الإشكالات والصعوبات ومنها رؤية بعض المسؤولين في أن بعض الإعلامين ليس لديهم إلمام كاف بنشاطات الأجهزة الحكومية أو ضعيف في التأهيل والممارسة المهنية في حين يرى بعض الإعلاميين ، أن بعض المسؤولين في الجهاز الحكومي، لا يبدون تعاوناً إيجابياً مع وسائل الإعلام ، ولا يتفاعلون مع طروحاته التي تتعلق بتقويم أداء أجهزتهم . ورأى أن بعض المسؤولين يبدون حساسية مفرطة تجاه النقد وأثرت هذه المواقف والرؤى على الأدوار المثالية بين المسؤولين ووسائل الإعلام , مشدداً على أن التنمية يجب أن تكون وبكل مخرجاتها رافداً معرفياً مهماً لوسائل الإعلام المختلفة ، التي تعمل جاهدة على تحقيق أهدافها ونجاح برامجها . ثم ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام كلمةً أشاد فيها بدور معهد الإدارة العامة وجهوده في تطوير بنية وآلية العمل الإداري لرفع قدرات وكفاءة العنصر البشري بالمملكة ، معرباً عن شكره لمعالي مدير عام المعهد على دعوته له للتواصل مع المشاركين في الندوة التي تتناول موضوعاً مهماً . وقال معاليه : من منطلق حرص القيادة الرشيدة على دعم كل ما من شأنه تعزيز دور وسائل الإعلام في المشاركة في جهود الدولة التنموية تأتي أهمية توظيف الإعلام التوظيف الصحيح والهادف حتى يتسنى له القيام برسالته بالشكل المأمول منه وبما يخدم المصلحة العامة ومن ذلك المساعدة في نشر الثقافة والمعرفة بمختلف مناحيها والتعاطي مع الشؤون العامة بكفاءه وواقعية والتفاعل مع النشاطات التي تهدف إلى خدمة الوطن والمواطن , ويأتي في مقدمة ذلك مناقشة وتحليل جميع ما يتعلق بتطوير أداء الأجهزة الحكومية معتمدة في ذلك على طرح الروئ والنقد البناء المستمد من حرية التعبير التي كفلتها السياسة الإعلامية للمملكة وتوجيهات القيادة الرشيدة " . وأوضح أهمية الإعلام في هذا الدور لأن وسائل الإعلام تعمل مرآة عاكسة لما يدور في المجتمع من رؤى ورغبات في شتى المجالات وبالتالي هي الفاعل في تشكيل الرأي العام للمجتمع في كثير من القضايا وزاد دورها في الوقت الحاضر فيما يمكن أن يسمى " عنصر التواصل " الذي كسر الحواجز بين مختلف شرائح المجتمع من خلال التطور الهائل في صناعة الحاسبات الإلكترونية . وقال معاليه : إن هذا مما يزيد حِدّة حدَّىِ الإعلام " الايجابي " و" السلبي " ولكي نعزز الجانب الايجابي للإعلام لا بد أن نعي بأنه ليس هناك حرية بلا مسؤولية ولا حرية مطلقة على العموم , مشيراً إلى أن الحرية تلازمها مسؤولية وبدون هذه المسؤولية تفقد الحرية معناها وقيمتها وتؤدي إلى الفوضى والبلبلة . وأكد أن الإعلام في بلادنا مع ما يتمتع به من حرية مضبوطة بأحكام السياسة الإعلامية للمملكة التي سبق أن صدرت قبل ثلاثين عاماً وبأحكام نظام المطبوعات والنشر تلك الإحكام تهدف إلى حفظ الحقوق والكرامات وإلى الالتزام بأخلاقيات المهنة كما أنها ترسم لوسائل الإعلام الخطوط العريضة للقيام برسالتها بمهنية حضارية . وأفاد معاليه أن وسائل الإعلام السعودية المسموعة والمرئية والصحافة السعودية أدت دوراً أساسياً ومحوريأً في إبراز جهود الدولة التنموية وساعدت في تثقيف الناس وحثهم على أن يكونوا عناصر مؤثرة في عجلة التنمية , مشيراًً إلى أن المختصين والباحثين يحرصون على توثيق هذا الدور وإخضاعه للبحث والتحليل وأن هذه الندوة تمثل حلقة مهمة في مسار توثيق أثر ما تطرحه وسائل الإعلام السعودية في مجالها ومدى استفادة الأجهزة الحكومية من هذا الطرح في تطوير أدائها . وقال معالي وزير الثقافة والإعلام : من هنا تأتي أهمية دراسة ومناقشة ما يطرح في هذه الندوة من قبل نخبة متخصصة يؤمل منها أن تضع توصيات تعزز آليات التواصل والتفاعل بين الأجهزة الحكومية ووسائل الإعلام بما ينعكس على مصلحة الوطن والمواطن . بعد ذلك شاهد الجميع عرض فيلم ورقة العمل الموحدة استعرض فيه البحث الميداني الذي أجراه معهد الإدارة , وأوراق العمل المقدمة التي سوف تتم مناقشتها خلال الندوة . وفي ختام حفل الافتتاح كرّم معالي الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجه الراعي الإعلامي للندوة صحيفة الجزيرة تسلمها عبدالله الجعيثن , والراعي الفضائي القناة الإخبارية تسلمها بدر بن أحمد . وبعد استراحة قصيرة بدأت الجلسة الأولى برئاسة معالي نائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد بن عبدالله السبتي تحت عنوان " مدى استفادة الأجهزة الحكومية مما تطرحه وسائل الإعلام في تطوير أدائها " , وتتالت بعد ذلك جلسات الندوة . حضر الافتتاح معالي نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله بن صالح الجاسر ونائب وزير الخدمة المدنية الدكتور عبدالرحمن بن عبدالمحسن العبدالقادر وكبار المسؤولين وعدد من الإعلاميين والكتاب والصحفيين .