أخفقت ندوة متخصصة تحت عنوان «دور وسائل الإعلام في تطوير أداء الأجهزة الحكومية» في ردم الفجوة بين مسؤولي العلاقات العامة والمتحدثين الرسميين في عدد من الدوائر الحكومية والإعلاميين الذين شاركوا بفعاليات الندوة بعد أن ركز المتحدثون الإعلاميون على جهود وزاراتهم فيما انتقد الإعلاميون الأدوار التي يقوم بها هؤلاء المتحدثون. ودافع المتحدثون الإعلاميون عن موقفهم بأن أدوارهم تتطلب نقل المعلومة الصحيحة والمستندة على حقائق موثقة ورسمية، فيما كان رد الإعلاميين أن المسؤولين في العلاقات العامة يقفون أحيانا عائقا بينهم وبين المسؤولين الحكوميين وبين سرعة نشر وتوضيح المعلومات للقارئ في الوقت المناسب. وحث الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام جميع الأجهزة الحكومية بأن يكون لديها متحدث رسمي متواجد دائما للإجابة على كل الأسئلة المتعلقة بوزارته أو مؤسسته عند الحاجة لها من قبل الإعلاميين قائلا: «لكي يتم تعزيز الجانب الإيجابي للإعلام فلا بد أن نعي أنه ليس هناك حرية بلا مسؤولية، وأن ليس هناك حرية مطلقة على العموم، فالحرية تلازمها مسؤولية ودون هذه المسؤولية تفقد الحرية معناها وقيمتها، وتؤدي إلى الفوضى والبلبلة». وأضاف الوزير عقب افتتاحه لفعاليات الندوة التي نظمها معهد الإدارة العامة أمس في الرياض، أن القيادة حريصة على دعم كل ما من شأنه تعزيز دور وسائل الإعلام في المشاركة في جهود الدولة التنموية تأتي أهمية توظيف الإعلام التوظيف الصحيح والهادف حتى يتسنى له القيام برسالته بالشكل المأمول منه وبما يخدم المصلحة العام، ومن ذلك المساعدة في نشر الثقافة والمعرفة بمختلف مناحيها، والتعاطي مع الشؤون العامة بكفاءة وواقعية، والتفاعل مع النشاطات التي تهدف إلى خدمة الوطن والمواطن، ويأتي في مقدمة ذلك مناقشة وتحليل جميع ما يتعلق بتطوير أداء الأجهزة الحكومية، معتمدة في ذلك على طرح الرؤى والنقد البناء المستمد من حرية التعبير التي كفلتها السياسية الإعلامية للمملكة وتوجيهات القيادة. وأوضح خوجة، أن وسائل الإعلام مرآة تعكس ما يدور في المجتمع من رؤى ورغبات في شتى المجالات، وبالتالي هي الفاعل في تشكيل الرأي العام للمجتمع في كثير من القضايا؛ ولذا زاد دورها في الوقت الحاضر فيما يمكن أن يسمى «عصر التواصل» الذي كسر الحواجز بين مختلف شرائح المجتمع من خلال التطور الهائل في صناعة الحاسبات الإلكترونية، وهذا مما يزيد من حدة حدي الإعلام «الإيجابي» و «السلبي». وأشار وزير الثقافة والإعلام إلى أن وسائل الإعلام السعودية المسموعة والمرئية وكذلك الصحفية السعودية قامت بلعب دور أساسي ومحوري في إبراز جهود الدولة التنموية، وساعدت في تثقيف الناس وحثهم على أن يكونوا عناصر مؤثرة في عجلة التنمية. من جهة أخرى أوضح الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الشقاوي أن وسائل الإعلام المختلفة تسعى لتحقيق التغيير الذي يخدم أغراض التنمية، وهذا التكامل بين دور وسائل الإعلام ومضامين التنمية، يفضي إلى تجسيد الواقع الإداري بكل مظاهره، قائلا: «إن العلاقة بين وسائل الإعلام المحلية والأجهزة الحكومية برزت على نحو يكتنفه أحيانا بعض الإشكالات والصعوبات». وقال: «إن البعض من المسؤولين يرى أن بعض الممارسات الإعلامية تمثل موقفا مغايرا لأهدافهم محبطا لجهودهم، كما أنهم يرون أن بعض العاملين في الوسط الإعلامي يعانون من ضعف التأهيل وتدني مستوى الممارسة المهنية، الذي يعوضونه باعتماد الإثارة، وتتبع السلبيات في طرحهم الإعلامي، وإن بعض المسؤولين يبدون حساسية مفرطة تجاه النقد، في مرحلة تتسم بالشفافية والانفتاح وحرية النقد، في حين أن بعض الإعلاميين ليس لديهم إلمام كاف بنشاطات الأجهزة الحكومية، في حين يرى بعض الإعلاميين، أن المسؤولين في الجهاز الحكومي، لا يبدون تعاونا إيجابا مع وسائل الإعلام، ولا يتفاعلون مع طروحاته التي تتعلق بتقويم أداء أجهزتهم». وأشار إلى أن هذه المواقف والرؤى أثرت في الأدوار المثالية بين المسؤولين ووسائل الإعلام، قائلا: «إن التنمية يجب أن تكون وبكل مخرجاتها رافدا معرفيا مهما لوسائل الإعلام المختلفة، التي تعمل جاهدة على تحقيق أهدافها ونجاح برامجها، وإن تنوع وسائل الإعلام المختلفة يتيح المعلومة وتفتح الآفاق للنقد البناء وتداول المعرفة، مما أسهم ذلك في اتساع مساحة النقد والتقييم، ورفع مستوى الوعي المعرفي لدى المواطنين، كما أسهم ذلك في صياغة ثقافة محلية متجددة تهتم بالرأي والرأي الآخر، وتواكب النهضة التي تعيشها البلاد في شتى الميادين، وتقديم صورة واقعية عن الثقافة السعودية أمام العالم». وقال: «إن اختيار المعهد لموضوع الندوة جاء بهدف تعزيز جوانب الشراكة بين وسائل الإعلام والأجهزة الحكومية، من خلال التعرف على مدى استفادة الأجهزة الحكومية مما تطرحه وسائل الإعلام في تطوير أدائها، ودور وسائل الإعلام تجاه أداء الأجهزة الحكومية، وإن الندوة تكتسب أهمية خاصة كونها تتصدى لمناقشة قضية غاية في الأهمية، لتلمس واقع العلاقة بين وسائل الإعلام، وما تبذله من جهود معرفية متنوعة، وبين تفاعل الأجهزة الحكومية مع ما تطرحه تلك الوسائل من طروحات تشتمل على تحليلات، ورؤى تنموية متنوعة، وتصورات تهتم بالشأن الإداري، وتسعى للمساهمة في تفعيل أدائها على الوجه المطلوب».