واصلت المحكمة الجزائية المتخصصة في جلستها الرابعة اليوم نظر القضية المرفوعة من الادعاء العام على (41) واحد وأربعين متهما منهم (38) متهماً سعودياً و متهم قطري و متهم يمني و متهم أفغاني بإنشاء خلية إرهابية لاستغلال أراضي المملكة في التخطيط والتجهيز لتنفيذ عمليات إرهابية ضد القوات الأمريكية في دولتي قطر والكويت ، ولتمويل القتال الدائر في العراق وأفغانستان ، وللتجنيد لتنظيم القاعدة بالعراق ، ولتحديد وتهيئة معبر حدودي لتمرير المجندين والمقاتلين والأسلحة والأموال بين المملكة والعراق. ومثل أمام المحكمة في جلسة اليوم (10) عشرة متهمين للاستماع إلى التهم التي وجهها الادعاء العام لهم و التي تشمل قيامهم بالتالي : - المتهم الثاني والثلاثون: 1- الافتيات على ولي الأمر والخروج عن طاعته بالاتفاق مع المتهم ( الأول) و المتهم (السابع) و المتهم (الثامن )و المتهم (السادس) و المتهم (الثالث والعشرون) على السفر للعراق للمشاركة في القتال القائم هناك. 2- قيامه بالمشاركة في حيازة (5) خمسة أسلحة رشاشة و(400) أربعمائه طلقة رشاش حية وإخفائها بقصد الإفساد والاعتداء والإخلال بالأمن. 3- قيامه بإخفاء (3) ثلاث دراجات نارية وأجهزة اتصال وأجهزة تحديد المواقع في مزرعة جدته لحين تحديد موعد الخروج إلى العراق للمجموعة التي اتفق معها على ذلك . 4- استضافته للأشخاص الذين سيخرج معهم إلى العراق وعقد عدة اجتماعات لترتيب الخروج إلى العراق . المتهم الثالث والثلاثون : 1- الافتيات على ولي الأمر والخروج عن طاعته وذلك من خلال تستره على الأشخاص الذين عرضوا عليه العمل معهم لأجل تنسيق خروج المجندين إلى العراق للمشاركة في القتال هناك . 2- ايواء أحد المطلوبين أمنياً وهو المتهم (الثلاثون) وعدم إبلاغ الجهات الأمنية عنه. المتهم الرابع والثلاثون : 1. اشتراكه مع المتهم الخامس والثلاثين في التالي :- أ- الإفتيات على ولي الأمر والخروج عن طاعته بمحاولته التسلل للعراق للمشاركة في القتال الدائر هناك . ب- حيازة سلاح رشاش كلاشنكوف و(23) ثلاث وعشرين طلقة له و(2) مخزني رشاش. ت- حيازة (3) ثلاث سكاكين صغيرة و(4) أربع خرائط جغرافية لكل من الاردن وسوريا والعراق والمملكة وهاتف اتصال عبر الاقمار الصناعية نوع الثريا وهاتف محمول و جهاز تحديد مواقع وقرص ممغنط (سي دي) يحتوي دروس عسكرية لشرح جهاز تحديد المواقع و ملفات محظورة تحرض على العنف ومنها منشورات من مجلة صوت الجهاد المحظورة . 2. مخالفته لما سبق ان تعهد به من الابتعاد عن مواطن الشبهات وعدم مخالفة التعليمات. المتهم الخامس والثلاثون: 1- الإفتيات على ولي الأمر والخروج عن طاعته بمحاولته التسلل للعراق للمشاركة في القتال الدائر هناك ، وتحريض ودعوة المتهم (الرابع والثلاثين) لمشاركته في الخروج للعراق للقتال . 2- اشتراكه مع المتهم الرابع والثلاثون في التالي : أ- حيازة سلاح رشاش كلاشنكوف و(23) ثلاث وعشرين طلقة له و(2) مخزني رشاش. ب- حيازة (3) ثلاث سكاكين صغيرة و(4) أربع خرائط جغرافية لكل من الاردن وسوريا والعراق والسعودية و هاتف اتصال عبر الاقمار الصناعية نوع الثريا وهاتف محمول و جهاز تحديد مواقع وقرص ممغنط (سي دي) يحتوي دروس عسكرية لشرح جهاز تحديد المواقع و ملفات محظورة تحرض على العنف ومنها منشورات من مجلة صوت الجهاد المحظورة . 3- قيامه بالاعتداء على مدير السجن والعاملين معه وتهديدهم بالانتقام والتلفظ عليهم والتهجم على أحدهم ومحاولة ضربه والتهديد بإحراق السجن وتزعمه لمجموعة من السجناء لاحداث الفوضى والمشاغبات وتكسير وإتلاف أجهزة الإضاءة والكاميرات . المتهم السادس والثلاثون: 1- الافتيات على ولي الأمر والخروج عن طاعته وذلك من خلال قيامه بالتالي : أ- السفر إلى سوريا ودخوله للعراق بطريقة غير مشروعة واستخدامه وثائق مزورة وشراؤه الأسلحة في العراق والمشاركة في العمليات العسكرية بالدعم المادي والقتال والمساندة والحراسة . ب- قيامه بمساعدة بعض المجندين والتنسيق لهم في الدخول للعراق وتسهيل سفرهم بقصد المشاركة في القتال الدائر هناك. ج- سعيه الحثيث لتنسيق سفر المجندين إلى العراق بالرغم من أنه موقوف على ذمة القضية نفسها . د- قيامه بتجنيد المتهم (الثامن) والمتهم (الثلاثين) للقيام بأعمال التنسيق وجمع الأموال لصالح المقاتلين في العراق . 2- تمويل الإرهاب والأعمال الإرهابية. 3- ارتكابه التالي : أ- الاعتداء على رئيس شعبة السجن و أحد ضباط السجن بالضرب وذلك بعد منعه من محاولة الخروج من السجن عبر باب الزيارة . ب- كثرة المشاغبات في السجن ومخالفة الأوامر والتعليمات ورفض الالتزام بها والسب والشتم لرجال الأمن وتهديدهم بالانتقام واحداث الازعاج والفوضى . ج- التهديد بحرق السجن 4- التواصل مع أشخاص مشبوهين داخل المملكة وخارجها عبر الهاتف الجوال أثناء توقيفه. 5- السعي للحصول على جواز سفر مزور للسفر إلى العراق بعد خروجه من السجن. المتهم السابع والثلاثون: 1- الافتيات على ولي الأمر والخروج عن طاعته وذلك من خلال قيامه بالتالي : أ- السفر إلى سوريا لغرض دخول العراق للمشاركة في القتال الدائر هناك. ب- مساعدته بعض المجندين والتنسيق لهم في الدخول إلى العراق وتسهيل سفرهم بقصد المشاركة في القتال الدائر هناك. 2- تمويل الإرهاب والأعمال الإرهابية . المتهم الثامن والثلاثون: 1- الافتيات على ولي الأمر والخروج عن طاعته بالتنسيق لخروج المجندين للعراق. 2- تمويل الإرهاب والأعمال الإرهابية في العراق . 3- تأييده لما تقوم به الفئة الضالة من أعمال إرهابية وتأثره بافكارهم المنحرفة من خلال حيازته في جهازه الحاسب الآلي التابع له على مقاطع فيديو لعمليات الفئة الضالة . المتهم التاسع والثلاثون: 1- الإفتيات على ولي الأمر والخروج عن طاعته من خلال قيامه بالتالي : أ- محاولته التسلل للعراق للمشاركة في القتال الدائر هناك . ب- التنسيق لخروج بعض المجندين إلى العراق. 2- تمويل الإرهاب والعمليات الإرهابية . المتهم الأربعون: خيانته لأمانته ووظيفته الموكلة إليه من خلال نقله رسائل شفهية من المتهم (التاسع والثلاثين) وهو موقوف داخل السجن إلى أشخاص خارج السجن وكذلك تزويده بمعلومات سريه ذات علاقة به . المتهم الحادي والأربعين: 1- الإفتيات على ولي الأمر والخروج عن طاعته من خلال قيامه بالتالي : أ- التنسيق لخروج المجندين للعراق للمشاركة في القتال هناك. ب- شروعه في السفر للعراق للمشاركة في القتال القائم هناك. 2- تمويل الإرهاب والأعمال الإرهابية . وقد تم تسليم المتهمين نسخة من لائحة الدعوى على أن يتم تقديم ردودهم في الجلسة القادمة فيما طلب أربعة من المتهمين تعيين محامين للدفاع عنهم من قبل وزارة العدل . حضر الجلسة ممثل هيئة حقوق الإنسان ووسائل الإعلام وطلب ثلاثة من المتهمين عدم حضور ممثلي وسائل الإعلام عند تلاوة التهم الموجهه إليهم . بليع الأرض خبيب بن عدي إنه الصحابي الجليل خبيب بن عدي -رضي الله عنه-، وأحد الأنصار الصادقين، من قبيلة الأوس، لازم النبي ( منذ أن هاجر إليهم، وكان عَذْبَ الروح، قوي الإيمان، وصفه شاعر الإسلام حسان بن ثابت فقال: صقرًا توسَّط في الأنصار منصبُه سَمْحَ السَّجِيَّةَ مَحْضًا غير مُؤْتَشَب شارك في غزوة بدر، فكان جنديًّا باسلاً، ومقاتلاً شجاعًا، قتل عددًا كبيرًا من المشركين من بينهم الحارث بن عامر بن نوفل. وذات يوم أراد النبي ( أن يعرف نوايا قريش، ومدى استعدادها لغزو جديد، فاختار عشرة من أصحابه من بينهم خُبيب بن عدي، وجعل عاصم بن ثابت أميرًا عليهم، وانطلق الركب ناحية مكة حتى اقتربوا منها، فوصل خبرهم إلى قوم من بني لحيان فأخذوا يتتبعونهم، وأحسَّ عاصم أنهم يطاردونهم، فدعا أصحابه إلى صعود قمة عالية على رأس جبل، فاقترب منهم مائة رجل من المشركين وحاصروهم، ودعوهم إلى تسليم أنفسهم بعد أن أعطوهم الأمان، فنظر الصحابة إلى أميرهم عاصم فإذا هو يقول: أما أنا فوالله لا أنزل في ذمة مشرك، اللهم أخبر عنا نبيك. فلما رأى المشركون أن المسلمين لا يريدون الاستسلام؛ رموهم بالنبال، فاستشهد عاصم ومعه ستة آخرون، ولم يبق إلا خبيب واثنان معه، هما زيد بن الدثنة ومرثد بن أبي مرثد، ولما رأى مرثد بداية الغدر حاول الهرب فقتله البغاة، ثم ربطوا خبيبًا وزيدًا وساروا بهما إلى مكة ؛ حيث باعوهما هناك. وعندما سمع بنو حارث بوجود خبيب أسرعوا بشرائه ليأخذوا بثأر أبيهم الذي قتله خبيب يوم بدر، وظل خبيب في بيت عقبة بن الحارث أسيرًا مقيدًا بالحديد. وذات يوم دخلت عليه إحدى بنات الحارث فوجدت عنده شيئًا عجيبًا، فخرجت وهي تناديهم وتقول: والله لقد رأيته يحمل قطفًا (عنقودًا) كبيرًا من عنب يأكل منه، وإنه لموثق (مقيد) في الحديد، وما بمكة كلها ثمرة عنب واحدة، ما أظنه إلا رزقًا رزقه الله خبيبًا. ولما أجمع المشركون على قتل خبيب استعار موسيًا من إحدى بنات الحارث ليستحد بها (يزيل شعر العانة) فأعارته، وكان لهذه المرأة صبي صغير، غفلت عنه قليلا، فذهب الصبي إلى خبيب فوضعه على فخذه، وفي يده الموسى، فلما رأته المرأة فزعت وخافت على صبيها، فقال لها خبيب أَتَخْشِينَ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ ما كنت لأفعل إن شاء الله، فقالت المرأة: ما رأيت أسيرًا خيرًا من خبيب. وأراد المشركون أن يدخلوا الرعب في قلب خبيب، فحملوا إليه نبأ مقتل زيد بن الدثِنَّة، وراحوا يساومونه على إيمانه، ويعدونه بالنجاة إن هو ترك دين محمد، وعاد إلى آلهتهم، ولكن خبيبًا ظل متمسكًا بدينه إلى آخر لحظة في حياته، فلما يئسوا منه أخرجوه إلى مكان يسمى التنعيم، وأرادوا صلبه (تعليقه)، فاستأذن منهم أن يصلي ركعتين، فأذنوا له، فصلى خبيب ركعتين في خشوع، فكان بذلك أول من سنَّ صلاة ركعتين عند القتل. وبعد أن فرغ من صلاته نظر إليهم قائلاً: والله لولا أَنْ تَحْسَبُوا أَنَّ بي جزعًا (خوفًا) من الموت؛ لازْددت صلاة. ثم رفع يده إلى السماء ودعا عليهم: (اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تبق منهم أحدًا)، ثم أنشد يقول: وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا عَلَى أي جَنْبٍ كَانَ في اللهِ مَصْرَعِي وَذَلِكَ في ذَاتِ الإلهِ وإنْ يَشَأ يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شَلْوٍ ممَزَّعِ ثم قاموا إلى صلبه، وقبل أن تقترب منه سيوفهم، قام إليه أحد زعماء قريش وقال له: أتحب أن محمدًا مكانك، وأنت سليم معافى في أهلك، فيصيح خبيب فيهم قائلاً: والله ما أحب أني في أهلي وولدي، معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب رسول الله بشوكة. إنها الكلمات التي قالها زيد بن الدثنة بالأمس يقولها خبيب اليوم، مما جعل أبا سفيان -ولم يكن قد أسلم- يضرب كفًا بكف ويقول: والله ما رأيت أحدًا يحب أحدًا كما يحب أصحاب محمدٍ محمدًا. وما كاد خبيب ينتهي من كلماته هذه حتى تقدم إليه أحد المشركين، وضربه بسيفه، فسقط شهيدًا، وكانوا كلما جعلوا وجهه إلى غير القبلة يجدوه مستقبلها، فلما عجزوا تركوه وعادوا إلى مكة. وبقى جثمان الشهيد على الخشب الذي صلب عليه حتى علم النبي ( بأمره، فأرسل الزبير بن العوام والمقداد بن عمرو فأنزلاه، ثم حمله الزبير على فرسه، وهو رطب لم يتغير منه شيء، وسار به، فلما لحقهما المشركون قذفه الزبير، فابتلعته الأرض، فَسُمِّيَ بَلِيع الأرض. والله لا أعلم كيف سيسجل التاريخ هذه المحاكمه وكيف سينظر المسلمين إليها بعد عز الإسلام الإنهم أرادوا الجهاد والذب عن حياض الإسلام ولكن التاريخ يعيد نفسه في نصرةالمسلمين الفرنج والفرنسيين والنصاري على إخوانهم وتخليهم عن نصرتهم لأجل المنصب