في الوقت الذي أُعلن فيه عن مقتل السفير التشيكي إثر الهجوم الانتحاري في باكستان، يبحث رجال الإنقاذ صباح الأحد 21-9-2008 عن جثث أخرى بين أنقاض فندق الماريوت المدمر غداة الاعتداء الذي أسفر عن مقتل ستين شخصًا على الأقل في الفندق الفخم في إسلام أباد. ودانت الأسرة الدولية هذا الاعتداء "الدنيء"، وأكدت دعمها للرئيس الباكستاني الجديد آصف علي زرداري الذي وعد بالقضاء على "سرطان الإرهاب". وحصيلة الضحايا التي تشمل نحو 60 قتيلاً وأكثر من مائتي جريح مرشحةٌ للارتفاع؛ إذ إن حريقًا دمر المبنى الذي يضم 300 غرفة وستة مطاعم، وامتد على نطاقٍ واسع بعد الانفجار الرهيب مساء السبت. وأعلنت وزارة الخارجية التشيكية في براغ الأحد أن سفير الجمهورية التشيكية في باكستان- الذي اتصل طالبًا النجدة بعد الاعتداء على فندق ماريوت في إسلام أباد أمس- قُتل، وقالت الوزارة على موقعها على الإنترنت إن السفير ايفو زداريك "قُتل في الاعتداء الإرهابي في باكستان". ومعظم القتلى حتى الآن من عناصر الأمن الذين كانوا متمركزين عند مدخل الفندق، وبعض الأجانب الذين كانوا قرب المداخل، وعدد من المارة الذين مزقهم الانفجار. ويرتاد هذا الفندق الفخم عادةً أفراد النخب الباكستانية والجاليات الأجنبية المقيمة في إسلام أباد، وقالت مصادر طبية وأمنية إن بين القتلى نساء وأطفالاً وأمريكيًا وأجنبيًا آخر. وقد حاصرت النيران عددًا من الأشخاص، وعثر على جثثهم متفحمة. عمليات الإنقاذ وكان رجال الإنقاذ يحاولون صباح الأحد الدخول إلى قلب المبنى المدمر بحثًا عن جثث أخرى. وطوال الليل عمل رجال الإطفاء والعسكريون على إخماد الحريق الهائل الذي أدى إلى تفحم هذا المبنى الفخم الذي يضم أكثر من 300 غرفة دون أن يتمكنوا من تجاوز البهو عند مدخله الذي تحول إلى ركامٍ وبعض المطاعم المتاخمة للمبنى المهدد بالانهيار، حسبما ذكرت فرق الإغاثة. وبُعيد الساعة 20.00 من السبت، اقتحم انتحاريٌ بشاحنةٍ مفخخة الحاجز المعدني الذي يمنع الدخول إلى الفندق على بعد حوالي عشرين مترًا عن البهو، لكن قوة الانفجار أدت إلى تدمير المبنى. ودمرت قوة الانفجار والحريق الذي تلاه كل المبنى، كما أحدث الانفجار حفرةً يبلغ قطرها عشرين وعمقها ثمانية أمتار في الشارع أمام ما كان حاجزًا معدنيًا. وحول المبنى يبدو المشهد أقرب إلى ساحة حرب. ولم تتبن أي جهةٍ الاعتداء الذي وصفه نجم سيثي- أحد كتاب الافتتاحية الأكثر رواجًا في باكستان، في صحيفة ديلي تايمز"- بأنه "11 سبتمبر/ أيلول باكستان". ويأتي هذا الهجوم بينما تضاعف الولاياتالمتحدة- المقتنعة بأن حركة طالبان وتنظيم القاعدة أعادا بناء قواتهما في المناطق القبلية شمال غرب باكستان على الحدود الأفغانية- إطلاق صواريخ على المقاتلين الإسلاميين. ولا توفر هذه الضربات المدنيين على الرغم من اعتراض إسلام أباد دون جدوى. ويرى خبراء في شؤون تنظيم القاعدة أن شمال غرب باكستان أصبح "الجبهة الجديدة للحرب على الإرهاب". خلافات أمريكية باكستانية من جهتها أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الخميس أن الرئيس جورج بوش سمح سرًّا في يوليو/ تموز للقوات الخاصة الأمريكية بشنِّ غارات برية في هذه المناطق دون موافقةٍ مسبقةٍ من إسلام أباد. وهذا ما حدث في الثالث من سبتمبر/ أيلول على الأرجح؛ عندما هاجمت مروحياتٌ قتالية أمريكية وعلى الأرجح قوات من المشاة قريةً، وقتلت- حسب إسلام أباد- 15 مدنيًا بينهم نساء وأطفال. واحتجت باكستان على أعلى مستوى ضد هذه العملية البرية الأمريكية الأولى- المعروفة على الأقل- بما أن مسؤولين باكستانيين يعترفون بحدوث عمليات مماثلة منذ 2002 دون أن تعترض باكستان على ذلك. والأسوأ من ذلك سقطت الصواريخ التي أطلقتها طائرات أمريكية دون طيارٍ في الأسابيع الأخيرة على منازل في المناطق القبلية، مما أدى إلى مقتل عناصر في طالبان والقاعدة ومدنيين أيضًا. وترى واشنطن أن إسلام أباد لا تبذل جهودًا كافية في "الحرب على الإرهاب". غير أن جمهورية باكستان الإسلامية القوة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي دفعت ثمنًا باهظًا لهذه الحرب؛ بمقتل أكثر من ألفٍ من جنودها في مناطق القبائل منذ 2002، وسقوط أكثر من 1200 قتيلٍ في حملة غير مسبوقة من الهجمات الانتحارية منذ عام ونيّف. وكان أسامة بن لادن أعلن الجهاد على السلطات الباكستانية قبل عام. الله واكبر ..والحمد لله .لااله الاالله.ومحمد رسول الله.