هزت خمسة انفجارات العاصمة اليمنية، صنعاء، فجر السبت، في تصعيد للعنف الدائر بين القبائل المعارضة للرئيس، علي عبد الله صالح، والقوات الموالية له أدى لمقتل 18 شخصاً، الجمعة، ودفع بالخارجية الأمريكية لحث مواطنيها إلى مغادرة هذا البلد الذي يشهد منذ أكثر من ثلاثة شهور احتجاجات شعبية تنادي بالتغيير. ووقعت الانفجارات في منطقة الحصبة، بصنعاء، مقر شيخ مشايخ قبيلة حاشد، الشيخ صادق الأحمر، الذي أعلن انضمامه في مارس/آذار الماضي إلى "شباب التغيير" وخاضت قواته مواجهات مسلحة عنيفة في مواجهة قوات الرئيس صالح. وكانت طائرات يمنية مقاتلة قد قصفت، الجمعة، تجمعاً لقوات قبلية مناوئة، وفقاً لما ذكره مسؤول رفيع المستوى في القوات المسلحة. وكشف المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته لعدم السماح له بالتصريح لوسائل الإعلام، بأنه تم نشر سبع طائرات مقاتلة في محافظة نهم، حيث استولى المسلحون على معسكرين للجيش في وقت سابق. وقال شهود عيان في المحافظة إن القصف الجوي شمل مناطق عدة في المحافظة. وكان القتال بين الجانبين قد بدأ في وقت مبكر الجمعة بين مسلحي القبائل في المحافظة وقوات الحرس الجمهوري اليمني، بعد أن هاجم الجنود قرية في المحافظة، وتمكن المسلحون من السيطرة على معسكرين للجيش، وفقاً لرجال القبائل. وقال رجال القبائل إن عدداً من الجنود اليمنيين قتلوا، غير أن CNN لم يكن لها التحقق من وقوع ضحايا أو عددهم. وقال الشيخ مقبل نجيب، أحد القادة القبليين في المنطقة: "هاجم الحرس إحدى قرانا بلا سبب.. نحن لن نقبل هذا الأمر وسنقاتل ضد أي شخص يحاول الهجوم علينا." إلا أن مصدراً عسكرياً يمنياً نفى مزاعم سقوط معسكرات وإسقاط طائرات واستسلام لواء عسكري في منطقة نهم بمحافظة صنعاء، مؤكداً أن تلك الأكاذيب لا أساس لها من الصحة مطلقاً. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية - سبأ - عن المصدر، الذي لم تسمه، أن مجاميع كبيرة مسلحة تابعة للإخوان المسلمين وأحزاب اللقاء المشترك قامت بالاعتداء على أفراد نقطة عسكرية في منطقة فرضة نهم المقامة للتفتيش وتأمين حركة السير على طريق صنعاء - مأرب. وأوضح أن تلك المجاميع التي وصفها ب"الخارجة عن القانون" قامت بمهاجمة النقطة والاعتداء على أفرادها الذين اشتبكوا معها وكبدوهم خسائر كبيرة في الأرواح كما أسفر عنها استشهاد قائد النقطة وجرح ستة جنود. وفي الأثناء، قال عبد المكيك علي، أحد زعماء قبائل "نهم" ويصل عدد قبائل الضاحية إلى 35 قبيلةمختلفة، إن سبعة قبائل، على الأقل، انضمت لقتال قوات الرئيس صالح قائلاً" دماؤنا ليست برخيصة وسننتقم لكل قطرة دم سالت في نهم." وعلى صعيد مواز، دعت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية، جانيس جاكوبز، في تسجيل مصور الرعايا الأمريكيين مغادرة اليمن في ضوء توسع نطاق العنف الدائر هناك منذ عدة شهور. وينادي المحتجون في "ساحة التغيير" بوسط صنعاء برحيل صالح من الحكم الذي يتولاه منذ عام 1978، لكنه يتشبث بالسلطة رغم موجة الاحتجاجات المتصاعدة. لم يسمع لقادة الخليج الذين طلبوا منه التنحي لإنقاذ اليمن السعيد ولكنه لا يفهم