قال إمام وخطيب المسجد الحرام بمكةالمكرمة الشيخ الدكتور أسامة خياط، إن السعي إلى الإصلاح بين بلدين عربيين هما مصر وقطر، لهو أمر يرضي الله ورسوله، مشيدًا بخطوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في هذا الشأن. وأوضح "الخياط" خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد المكي (26 ديسمبر 2014)؛ أن الإصلاح بين المتنازعين والتقريب بين المتخاصمين من الإخوة في الدين، يعد بابًا من أبواب الخير يحبه الله ورسوله ويدعو إليه ويحث على ذلك بأبلغ عبارة وألطف إشارة مع جميل الموعود عليهما، يقول سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، والإصلاح بين الناس درب من دروب المعروف، وهو الإصلاح بين المتباينين أو المتخاصمين بما أباح الله؛ فالإصلاح بينهما ليتراجعا إلى ما فيه من الألفة واجتماع الكلمة على ما أمر الله به (وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا). وأضاف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل لإصلاح ذات البين منزلة رفيعة ومقامًا كريمًا، وجعل إصلاح ذات البين أفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؛ فالإصلاح سبب للاعتصام بحبل الله وعدم التفرق بين المسلمين، مضيفًا أن "الله قد وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- إلى الأخذ بهذا النهج الإسلامي السديد في الإصلاح بين الإخوة في الدين، فتولى أمر الإصلاح بين البلدين العربيين المسلمين مصر وقطر، ورعى جهود الوساطة الخيرة بينهما، فكان سعيه وعمله مشكورًا". وسأل فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام، الله سبحانه وتعالى أن يجزي قادة هذين البلدين العزيزين خير الجزاء، على ما أبدوه من استجابة جميلة لا ريث فيها ولا إبطاء، فتعاونوا تعاونًا طيبًا كريمًا يدل على رغبة قوية في إشاعة الخير وإعادة المياه إلى مجاريها، حرصًا على المصالح العليا للأمة عامةً والبلدين العربيين المسلمين خاصةً، ولإرساء قواعد يحتذى بها في إصلاح ذات البين، وإنهاء الخصومات والقضاء على الخلافات، وإعادة روح المودة والتصافي والتآخي الذي يحبه الله ورسوله ويأمر به ويحث عليه ويعد العاملين على إحيائه والحفاظ عليه بالأجر العظيم والثواب الحسن والدرجات العلى، وهو سبحانه وتعالى أكرم من أعطى وأجود من أثاب وأسخى من وهب.