تسويق الإنتاج، الأيدي العاملة، أمراض الأشجار، المنافس الأجنبي، أزمة المعاصر.. مجموعة من المشكلات وجد مزارعو الزيتون بمحافظة القريات أنفسهم محاصرين بها عاجزين عن بيع منتجاتهم بعائد مالي مناسب. أيدٍ عاملة في البداية، قال المزارع نايف الشمري إن "ثمار الزيتون تعد من أصعب الثمار على الإطلاق في قطفها وجمعها، وتتطلب أيدي عاملة كثيرة لجمع حبات الزيتون". وأضاف الشمري: "ندفع مبالغ طائلة لتوفير العمالة المناسبة، وهناك آلات زراعية تهز شجرة الزيتون لتسقط الثمار ومن ثم نجمعها، ولكن لا يزال سعر هذه الآلة مرتفعًا؛ ما جعلها حكرًا على الشركات الزراعية". منتجات مميزة وفيما يتعلق بإمكانيات مزارع الزيتون بالقريات، أوضح مزكي العازمي أن "زراعة الزيتون رمز للمحافظة. وتعتمد 70% من مزارع القريات والقرى المجاورة لها على زراعة الزيتون وإنتاجه زيتًا أو فحمًا أو صابونًا. وتنتج مزارع المحافظة نصف مليون طن من الزيت سنويًّا، يبقى منها نحو 40% دون تصريف". "تواجه زراعة الزيتون في كل مراحلها مشكلات بالجملة، بداية من ازدياد الأمراض التي تفتك بالإنتاج، وصولاً إلى تسويق الإنتاج"، وفقًا ل"العازمي"، الذي طالب بإنشاء شركات متخصصة بتسويق منتجات الزيتون من زيت وفحم وصابون. وأكد أنَّه واجه صعوبات في تسويق منتجاته في الأعوام الماضية، ولم يستفد من مهرجان الزيتون الذي يقام في مدينة سكاكا، ولم يستطع توفير سكن له ولا للمزارعين المشاركين من خارج المدينة؛ ما أنعكس سلبًا على بيع وتسويق إنتاجه في المهرجان. أزمة الأجنبي عدد من المزارعين أكدوا ل"عاجل" عدم قدرتهم على التسويق، مشيرين إلى أن ضخ الزيت الأجنبي من الدول المجاورة، مثل فلسطين والأردن، يمثل منافسًا قويًّا للمنتج المحلي. وتعاني أكثر من 50 ألف تنكة زيت في القريات من عدم القدرة على تسويقها. من جانبه، تحدث يوسف فرحان الكريع (مزارع مهتم بالزيتون) ل"عاجل"، قائلاً: " من أهم المعوقات التي تواجهنا، عدم إلمام المزارع بما تحتاجه الشجرة من عناية واهتمام، وعدم وجود خبرة كافية بكيفية التعامل مع هذه الشجرة ورعايتها ووقايتها من الآفات، ومعاناة المزارع في تسويق المنتج". ولفت كذلك إلى التكاليف الباهظة التي يتكبدها المزارع خلال موسم جمع الثمار وأسعار العبوات وعصر الثمار، مشيدًا في الوقت ذاته بفكرة مهرجان الزيتون السنوي التي أسهمت بشكل كلي في تجاوز كثير من المعوقات. أعداد المعاصر فالح الرويلي -وهو أحد مزارعي وتجار زيت الزيتون بالمنطقة- أشاد بجودة زيت زيتون الجوف، موضحًا أنَّ المعاصر بالمنطقة ذات تقنية عالية فتزايد الطلب عن السنوات الماضية، إلا أن السلبيات تتزايد كل سنة مع تزايد الطلب، وهي نقص عدد المعاصر، وكذلك نقص الأيدي العاملة التي يحتاجها المزارع خلال جني الثمار وارتفاع الأجرة أضعاف الأضعاف. 900 ألف شجرة في رد منها على ما سبق، أكد مصدر مطلع في وزارة الزراعة ل"عاجل" أن مديرية الزراعة في محافظة القريات تخدم أكثر من 900 ألف شجرة زيتون مثمرة في مزارع المحافظة، لافتًا إلى أن الوزارة أنشأت وحدة أبحاث الزيتون بمنطقة الجوف، للاهتمام بكل ما يتعلق بأشجار الزيتون من مشكلات إنتاجية وأمراض وغيرها. فيما أكد متخصصون في "الزراعة"، خلال ورشة عمل نظمتها الوزارة، ضرورة حث المزارعين على إنشاء جمعيات تعاونية للتسويق الزراعي لتصريف منتجاتهم الزراعية بصورة منتظمة وبسعر مناسب. كما أشاروا إلى عدم توافر مستودعات التبريد ومعامل الفرز والتدريج والتغليف وصعوبة النقل، فضلاً عن قلة منتجات بعض المزارعين الأفراد وضعف القدرة التفاوضية والتعرض لاستغلال واحتكار التجار والوسطاء.