علمت «الحياة» أن خمسة سعوديين قتلوا خلال العمليات التي شنها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على مطار الطبقة العسكري في محافظة الرقة (شرق سورية)، قبل سقوطه بيد التنظيم الأحد الماضي. فيما أعلن المرصد السوري مقتل ما لا يقل عن 346 مقاتلاً من «داعش»، وإصابة مئات آخرين بجراح، منذ الهجوم الأول الذي نفّذه التنظيم، يوم الثلثاء من الأسبوع الماضي، على المطار، وحتى سيطرته عليه بشكل كامل الأحد الماضي. والقتلى السعوديون وبينهم قياديان كبيران في التنظيم، هم: جاسر الأحمدي، وماجد السحيم، إضافة إلى أبو عبدالله الجزراوي، وخولان الجزراوي وأبو سارة الحربي، والذين أعلن التنظيم مقتلهم، فيما لم يعلن أسماء الثلاثة الآخرين، مكتفياً بالكنى الحركية التي كانوا يحملونها. وقتل بعض هؤلاء السعوديون خلال تنفيذهم عمليات انتحارية ومنهم ماجد السحيم، الذي شارك في أول ثلاث عمليات انتحارية نفذت على القوة المولجة بالحراسة في المطار. فيما تعرض الآخرون إلى إصابات بطلقات نارية أو القصف، ما أدى إلى مقتلهم. ويعد أبو عبدالله الجزراوي من الأسماء السعودية الشابة التي التحقت في التنظيم، وعلى رغم عدم تسجيله اسمه ضمن «قائمة الانتحاريين»، والتي تضم أشخاصاً أبدوا استعدادهم لتنفيذ عمليات انتحارية، إلا أنه اضطر لتنفيذ عملية انتحارية ضمن العمليات المجدولة بشكل متوالٍ على مطار الطبقة العسكري، وذلك بعد عدم حضور منفذ العملية الأساسي، والذي كان وقع عليه الاختيار لتنفيذها، فتم تسجيل اسمه على عجل لينضم إلى «المنتحرين». وغادر أبو عبدالله إلى سورية في شعبان من العام الماضي، وقاتل لمدة شهرين ونصف الشهر، ثم عاد إلى المملكة، إلا أنه عاد إلى سورية مرة أخرى. وكان أميراً ل «سرية القناصة». كما تولى الإشراف على المطبخ في مشفى المصابين بمدينة الباب. وتولى بنفسه قتل أحد الأمراء العسكريين لجبهة النصرة (فرع تنظيم «القاعدة» في سورية)، بتهمة «الردة». فيما قضى جاسر حسن الأحمدي، المكنى «قسورة الجزراوي»، وأيضاً «الهزبر الجداوي»، داخل «دبابة 55»، انفجرت به وهو يوجه ضرباته إلى عناصر الجيش السوري الهاربين من مطار الطبقة العسكري. وينحدر الأحمدي من مدينة جدة (غرب المملكة)، ولم يتجاوز ال20 من عمره، وهو العمر غير المسموح فيه السفر إلى الخارج من دون تصريح من ولي الأمر، إلا أنه استطاع الوصول إلى سورية بطريقة «مخالفة». وكان الأحمدي طالباً في حلقات تحفيظ القرآن الكريم، ويتردد على مراكز دينية. وتنقّل بين مناطق سورية عدة، إذ قاتل في إدلب، ثم حمص (شمال وغرب). فيما قضى في الرقة (شرق). وشارك في القتال ضد ما يسمى ب «الصحوات» السورية. كما نعى تنظيم «الدولة الإسلامية»، أحد أبرز قادته، المعروف ب «أبو سارة الحربي»، وهو أمير مدينة الطبقة في «داعش»، وقائد «جهادي وشرعي» بحسب النعي. والحربي موقوف سابق في السجون السعودية. كما أوقف في سجن صيدناية السوري. ونعى التنظيم كذلك أحد مقاتليه السعوديين المعروف ب «خولان الجزراوي»، وهو من أوائل من قتلوا في اشتباكات مطار الطبقة العسكري. إلى ذلك، قتل الشاب السعودي عمر حمود التميمي «أبو حفص الجزراوي»، في اشتباكات خاضها تنظيم «داعش» مع وحدات حماية الشعب الكردي في مدينة الحسكة، التي تقع في شمال شرق سورية. وينحدر التميمي، الذي التحق في صفوف مقاتلي تنظيم «داعش» قبل عام، من مدينة حائل (شمال المملكة).