أقامت الكاتدرائية الوطنية في العاصمة الأمريكية، واشنطن، صلاة جمعة للمسلمين للمرة الأولى في تاريخ هذه الكنيسة التاريخية، في خطوة تُعزز الانفتاح الأمريكي على الدين الإسلامي. ولم يجد القائمون على الكاتدرائية أي غضاضة في تحولها إلى دار عبادة يؤدي فيها المسلمون خطبة وصلاة الجمعة. "كتف لكتف".. تحت هذا الشعار فتحت الكاتدرائية أبوابها لأول مرة أمام المسلمين لإقامة شعائر الركن الثاني في الإسلام، وحضر الخطبة والصلاة التي اقتصرت على أصحاب الدعوات نحو 300 شخص، بحسب ما ذكره موقع "الحرة" الأمريكي. ويهدف هذا الحدث، بحسب القائمين عليه، إلى تسليط الضوء على ضرورة احترام وتقوية الحرية الدينية لجميع الأقليات والديانات في الولاياتالمتحدة. جاءت فكرة تنظيم الصلاة الإسلامية داخل الكنيسة من سفير جنوب إفريقيا لدى الولاياتالمتحدة إبراهيم رسول، ومديرة شؤون العبادات في كاتدرائية واشنطن الوطنية جينا كامبل، وتشارك في المبادرة خمس منظمات إسلامية تنشط في أمريكا، وهي منظمة "كل المجتمع الإسلامي في منطقة دالاس" المعروفة اختصارا ب"آدامز" ومسجد الأمة ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" و"الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية" بالإضافة إلى مجلس الشؤون العامة الإسلامية. وتعليقًا على الخُطوة، صرح سفير جنوب إفريقيا في واشنطن إبراهيم رسول، بأن إقامة صلاة الجمعة في كاتدرائية واشنطن الوطنية تمثّل خطوةً متقدمةً على صعيد العلاقات الإسلامية المسيحية، وأضاف أننا "بحاجة إلى عالم يخلو من أي عصبية وعداء ضد الإسلام، ومن التمييز، بحيث تشعر كل الأديان والعقائد فيه بالحرية، ويتم احترام الإنسانية والممارسات الدينية للجميع". من جهتها، عبرت مديرة شؤون العبادات في كاتدرائية واشنطن الوطنية جينا كامبل، عن افتخارها بهذا الحدث، لأنه "سيعزز الحوار ما بين الأديان"، واعتبرت أن "العلاقات والصلات العميقة تبدأ بتفهم صلوات بعضنا بعضًا، وأداء هذه الصلوات سويًّا". وأضافت كامبل: "إقامة صلاة المسلمين داخل الكاتدرائية ليس بجديد، فالولاياتالمتحدة تعج بأماكن عبادة مشتركة بين المسلمين واليهود والمسيحيين، ما يعني وجود إدراك يتعمق يومًا بعد يوم بالقيم التي نتشارك فيها ونتعلم كيف ندبر اختلافاتنا". وتجدر الإشارة إلى أن هذه الكنيسة استضافت برامج خاصة للأديان، وتهدف إلى دعوة المسلمين، لا سيما علماء الدين للمشاركة في صلاة الجمعة، من أجل نقل رسالة الحرية الدينية إلى شعوب العالم.