في مفاجأة من العيار الثقيل، كشفت وسائل إعلام صربية أن أحداث الشغب التي شهدتها مباراة صربيا وألبانيا، مساء الثلاثاء (14 أكتوبر 2014)، وأدت إلى إلغائها بقرار من الحكم الإنجليزي مارتن أتكنسون، يقف وراءها أولسي راما شقيق رئيس وزراء ألبانيا. وذكر موقع B92 الصربي أن تحقيقات الشرطة التي أكدتها تصريحات وزير الداخلية هناك أفادت بأن راما شقيق رئيس وزراء ألبانيا إيدي راما، كان موجودًا في ملعب بارتيزان الذي أقيمت عليه المباراة مع 3 ألبانيين آخرين دخلوا البلاد بجوازات سفر أمريكية، وجلسوا في مقاعد كبار الشخصيات، وأنهم مسؤولون عن تحريك الطائرة التي أفسدت اللقاء بجهاز تحكم من بعد. وقال وزير الداخلية الصربي إن أولسي راما تمكن من الهرب خارج البلاد بعدما ظل محتجزًا داخل الملعب نحو 40 دقيقة، لكن جهات ما ساعدته على الهرب، فيما أفاد سفير ألبانيا في بلجراد بأن الشرطة أوقفت 3 ألبانيين يحملون جوازات سفر أمريكية للاشتباه في تورطهم في إشعال الأحداث. وكان الحكم الإنجليزي مارتن أتكنسون، قد ألغى مباراة صربيا وألبانيا ضمن منافسات الجولة الثالثة للمجموعة التاسعة من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية في الدقيقة ال41 من الشوط الأول، بعد اشتباكات بين لاعبي الفريقين، بعدما تم إطلاق طائرة تحمل العلم الألباني لتجوب ملعب المباراة، ليقوم المدافع الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش بانتزاع العلم منها وإلقائه أرضًا لتثور ثائرة لاعبي ألبانيا وتندلع الاشتباكات بين عدد كبير من اللاعبين. بعد ذلك اقتحمت الجماهير الصربية ملعب المباراة وواجهتها الشرطة التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع، في الوقت الذي طلب فيه الحكام من لاعبي الفريقين التوجه إلى غرف خلع الملابس. وكان المنتخبان قد اتفقا على عدم السماح لجماهير الفريق الزائر بدخول الاستاد خلال مباراتيهما معًا في تصفيات يورو 2016، فيما تم الاستعانة بنحو 3500 رجل شرطة لتأمين المباراة. وتأتي الأحداث لتقضي على فرصة تاريخية لإصلاح العلاقات بين البلدين، المتأزمة منذ عقود بسبب توترات عرقية؛ حيث كان من المقرر أن يزور رئيس الوزراء الألباني صربيا يوم 22 أكتوبر المقبل في أول زيارة لمسؤول ألباني بهذا القدر إلى بلجراد منذ 70 عامًا، لكن مصادر سياسية توقعت إلغاء الزيارة عقب أحداث الثلاثاء.