أكد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، أن ممارسات النظام السوري لم تقتصر على فتح أراضيه للقوات الأجنبية لقمع شعبه وقتلهم وتشريدهم، بل أسهم وبنسبة كبيرة في جعل الأراضي السورية وكرًا للإرهاب الذي وجد ملاذًا آمنًا يعبث في أراضيها ويهدد المنطقة والعالم تحت سمعه وبصره. وقال وزير الخارجة السعودي، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير بجدة، الاثنين (13 أكتوبر 2014): "نحن متفقون على ضرورة تكثيف الجهود الدولية والعمل على تسريعها لحل هذه الأزمة، وعلى أساس مبدأ تشكيل هيئة انتقالية للحكم في سوريا وفق ما نص عليه إعلان (جنيف1)". وأضاف: "كما أننا متفقون على أن بشار الأسد لا يمكن الوثوق به، وأنه لا يمكن أن يكون جزءًا من الحل باعتباره فاقدًا للشرعية". وفيما يتعلق بالقضايا السياسية، أوضح أنه بحث مع شتاينماير مجمل الأوضاع في المنطقة وعلى الساحة الدولية، بما في ذلك جهود التحالف الدولي القائمة لمحاربة الإرهاب في كل من العراقوسوريا، "بوصف ذلك مسؤولية دولية نشارك جميعًا في تحملها؛ لدرء خطر الإرهاب الذي يهددنا، ويهدد الأمن والسلم الدوليين". وأكد الأمير سعود الفيصل ضرورة محاربة الإرهاب في استراتيجية شاملة، آملاً ألا تكون جهود التحالف الدولي الراهنة قاصرة على مهمة محددة، وضرورة استمرارها في إطار مؤسسي حتى يتم القضاء على الإرهاب تمامًا، حتى لو استغرق الأمر سنوات. وشدد على أهمية إيجاد حل نهائي عادل ودائم وشامل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، يعيد إلى الفلسطينيين حقوقهم المشروعة في وطن مستقل وآمن وقابل للحياة. وأوضح وزير الخارجية أن الاجتماع استعرض تطورات الأوضاع في اليمن، والأحداث الأمنية المؤسفة التي شهدتها مؤخرًا، مبينًا أنه لا بد من الإشارة إلى أن اليمن بتركيبته الجغرافية والديموغرافية، لا يمكن له أن ينعم بالأمن والاستقرار إلا من خلال العيش المشترك القائم على المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع مكوناته الاجتماعية والمذهبية دون تغليب فئة على الأخرى.