"كانت تعشق أفلام ديزني، ولم يكن يشغل بالها التشدد الديني، لكنها كانت سريعة التأثر، مرهفة المشاعر".. هكذا وصف فؤاد ، الفرنسي الجنسية، المغربي الأصل حال شقيقته نورا ذات الخمسة عشر ربيعا، قبل انضمامها لصفوف الجماعات المسلحة التي تقاتل في سوريا. يقول فؤاد (37 عاما) الذي يعمل سائقا ل"شاحنة نقل" إنه جاب سوريا بمفرده طولًا وعرضًا؛ لإنقاذ شقيقته من أيدي جماعة إسلامية - لم يسمها- وإنها تحتجزها رغما عن إرادتها. يضيف فؤاد: "نورا سافرت إلى سوريا في شهر يناير الماضي، بعدما أقنعها أمير جماعة يتحدث الفرنسية بأفكار جماعته"، إلا أنه يؤكد أنها بقيت هناك بعد زيارته لها؛ لأن هذا الأمير هدد بإعدامها، حسبما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء الخميس 9 أكتوبر 2014. يشير فؤاد: "عندما رأتني أدخل الحجرة لم تستطع أن تتوقف عن البكاء والتشبث بي. وبعد فترة قلت (إذن ستعودين معي؟) فبدأت تخبط رأسها في الحائط وهي تقول لا أقدر. لا أقدر. لا أقدر." ولفت فؤاد، الذي طلب من رويترز عدم ذكر اسمه بالكامل لحماية الأسرة في فرنسا، إلى أن نورا أبلغته أن أول محطة لها كانت حلب. وامتنع عن ذكر موقع لقائهما؛ لأنه قال إن الشرطة الفرنسية طلبت منه عدم الكشف عن أي تفاصيل لها صلة بالتحقيقات. وأضاف أنه سمع عن غير قصد، محادثة بين شقيقته وأمير الجماعة، تشير إلى أنه حذرها وطلب منها البقاء. وكانت نورا طلبت مرارا من أسرتها عبر الهاتف إنقاذها من المتشددين الذين وصفتهم بأنهم "منافقون" و"كذابون". تعد نورا طالبة المرحلة الثانوية، واحدة من عشرات من الفتيات الأوروبيات كثيرات منهن في سنها يعشن مع جماعات مماثلة في سوريا، بحسب رويترز. ورغم أن النساء لا يشاركن في القتال وإن كن يشكلن بعض وحدات الشرطة، فإن بيوتهن تكون قريبة من مناطق القتال وعرضة لقصف طائرات قوات التحالف. ومن تندم على مجيئها ليس أمامها أمل يُذكر في الهرب. وتمثل الفتيات نحو عشرة بالمائة من مجموع المسافرين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المتشددين بسوريا وفقا لما يقوله مسؤولون حكوميون وخبراء في الإرهاب.