شكك خبراء عسكريون ومحللون سياسيون أمريكيون، في فاعلية ومدى الجدوى التي يمكن أن تحققها الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي الذي تقوده بلادهم ضد تنظيم "داعش" في سورياوالعراق. وتوافق تحليل الخبراء الأمريكان مع رؤية المملكة بضرورة التدخل البري للقضاء على تنظيم "داعش"؛ لأن اقتصار الأمر على الضربات الجوية يقوض من سيطرتها ولكن يقضي على التنظيم تماما. وفى السياق ذاته، قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي خلال مؤتمر صحفي الجمعة (26 سبتمبر 2014)، "إن هناك حاجة إلى ما بين 12 و15 ألف مقاتل من قوات المعارضة لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها داعش في شرق سوريا". فيما أعلن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل انضمام بريطانيا في الحملة الجوية ضد "داعش" في العراق، بعد موافقة برلمان بلادها بأغلبية 524 عضوا ومعارضة 43، مشيرا إلى انضمام كل من الدنمارك وبلجيكا وهولندا للحملة. وفى المقابل قال لورنس كورب، المساعد السابق لوزير الدفاع كاسبر وينبرجر في عهد الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان: "لن نستطيع تدمير (داعش) عسكريًا". وأضاف كورب في تصريحات لوكالة الأناضول: "إن ما تريد فعله هو إضعافهم حتى لا يكونوا تهديدًا للمنطقة أو العالم، ثم أنت تريد تقويض دعايتهم التي تصورهم على أساس أنهم المستقبل". ولا يتفق الأستاذ المساعد في كلية سانفورد من جامعة "دوك"، دايفيد شانزر، كذلك مع استراتيجية أوباما وتحديدا الضربات الجوية كونها "غير كافية لتدمير داعش"؛ لأن القوة الجوية قادرة على إيذاء التنظيم وليس إزاحته من الأراضي التي يسيطر عليها. شانزر لم يكن متفائلًا في قضية اعتبار أوباما تدمير داعش هدفا استراتيجيا، مشيرًا إلى أنه لا يرى إمكانية حصول ذلك "في المستقبل القريب". وأشار الأكاديمي الأمريكي المتخصص في السياسات العامة، أنه لا يرى أوباما يملك صلاحيات حقيقية لشن حرب على "داعش"، قائلا: "لا أعتقد أن التخويل باستخدام القوة الذي تم تمريره بعد 11 سبتمبر عام 2001 ينطبق على وضع داعش". المحلل السياسي والعسكري والخبير في الشرق الأوسط، مارك بيري، يرى أن السؤال الذي أغفلته الإدارة الأمريكية هو "ما الذي سيأتي بعد هزم داعش في العراق؟". وتقوم القوات الأمريكية بشن طلعات جوية على "داعش" في العراق منذ أغسطس الماضي ولكنها توسعت مؤخرًا عندما قامت بمساعدة كل من الأردن والإمارات والسعودية والبحرين وقطر بتوجيه ضربات جوية لأهداف "داعش" في سوريا، إضافة لمجموعة "خراسان" التي قالت الإدارة الأمريكية إنها على صلة بتنظيم القاعدة. وتدعو الولاياتالمتحدة إلى تشكيل تحالف دولي لمحاربة داعش على مختلف الأصعدة، منها السياسي والاجتماعي والإعلامي والاقتصادي والعسكري، حيث تقول إن هنالك أكثر من 40 دولة أعربت عن رغبتها في الانضمام إلى هذا الحلف. في وقت خرج رئيس الوزراء الكندي، ستيفن هاربر، الجمعة (26 سبتمبر 2014)، محذرا من تنفيذ مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، هجمات إرهابية في أنحاء العالم إذا لم يتم وقفهم. وقال هاربر في مؤتمر صحفي "هؤلاء أناس على أعلى درجة من الخطورة. إذا استمروا في العمل على هذا النحو من المؤكد أنهم سيشنون هجمات إرهابية ضد مجموعة من الأهداف في أنحاء العالم بما في ذلك كندا"، حسبما نقلت وكالة رويترز للأنباء. وامتنع جيسون ماكدونالد المتحدث باسم هاربر عن التعليق عما إذا كان رئيس الوزراء على علم بتهديد محدد أم أنه يتحدث بشكل عام.