تبرأت حركة "حماس" من تصريحات لنائب مكتبها السياسي، موسى أبو مرزوق، أبدى فيها استعداد الحركة للتفاوض مباشرة مع إسرائيل، والتي دأبت الحركة على وصفها ب"المحرمة". وقالت "حماس" في بيان أصدره المكتب السياسي ونشره على موقعها الرسمي: "تعقيباً على ما تتداوله بعض وسائل الإعلام عن تصريحات منسوبة للأخ الدكتور موسى أبو مرزوق حول موضوع المفاوضات مع الاحتلال، تؤكد الحركة ما يلي: المفاوضات المباشرة مع العدو الصهيوني ليست من سياسة الحركة، وليست مطروحة في مداولاتها، وهذه هي السياسة المعتمدة في الحركة". ولم يقدم البيان مزيدًا من التفاصيل، أو عن دوافع المسئول الرفيع في المكتب (أبو مرزوق) للإدلاء بهذا التصريح، وفي ذلك التوقيت الذي يأتي بعد أيام من توقيع اتفاق الهدنة بين الحركة وإسرائيل إثر حرب استمرت نحو 50 يومًا، والذي تم بوساطة مصرية؛ كون "حماس" تقول إنها ترفض الحديث مباشرة مع إسرائيل. وقال أبو مرزوق في تصريح استثنائي، يعد الأول من نوعه في مقابلة مع قناة "القدس" المقربة من "حماس" إنه "من الناحية الشرعية لا غبار على مفاوضة الاحتلال، فكما تفاوضه بالسلاح، تفاوضه بالكلام". وتابع: "أعتقد أنه إذا بقي الحال على ما هو عليه في الوقت الحاضر فقد لا تجد حركة حماس، وأقول ذلك بمنتهى الصراحة، لأنه أصبح شبه مطلب شعبي في الوقت الحاضر عند كل الناس في قطاع غزة. قد تجد حركة حماس نفسها مضطرة لهذا السلوك". ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، الجمعة (12 سبتمبر 2014) عن مصادر وصفتها بالمطلعة إن حماس أرادت إرسال رسائل مختلفة لإسرائيل بأنها مستعدة للتفاوض مباشرة إذا لم يكن ذلك اليوم، فقد يحدث ذلك في المستقبل، وأيضا رسائل للسلطة الفلسطينية بأنه يمكن الاستغناء عن دورها في المفاوضات حول غزة إذا استمرت الخلافات بين الطرفين، ولمصر كذلك بأنه يمكنها تغيير طريقة المفاوضات حول وقف النار. وسبق أن اتهم مسئولون بالسلطة الفلسطينية حركة حماس مرارا بالاتصال المباشر- إلى جانب الاتصال غير المباشر- مع إسرائيل، ومن خلف ظهر السلطة، وهو ما نفته حماس على الدوام التي يعد التفاوض المباشر مع إسرائيل من مآخذها على السلطة. كما تحدث مسئولون إسرائيليون في السنوات السابقة عن وجود قناة اتصال جانبية مباشرة بين رجل أعمال إسرائيلي مقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأحد مسئولي حماس ومفكريها، لكن حماس نفت ذلك. ورد أحمد عساف، المتحدث باسم حركة فتح، فورا على تصريحات أبو مرزوق بقوله إنه لم يفاجئ أحدا "لأن مفاوضات حماس السرية المباشرة وغير المباشرة مع إسرائيل، من خلال وسطاء إقليميين ودوليين، لم تنقطع يوما". وأضاف عساف في بيان "كانت لدينا معلومات طوال الوقت عن مفاوضات سرية تجريها حماس بشكلٍ مباشر وغير مباشر حول قضايا إنسانية، وأخرى سياسية لا تحقق أهدافنا، وتنتقص من ثوابتنا الوطنية مع إسرائيل". ورغم أن السلطة الفلسطينية تتفاوض منذ سنوات بشكل مباشر مع إسرائيل، إلا أنها ترجع نقدها لأي اتصال مباشر بين "حماس" وإسرائيل دون الرجوع للسلطة- التي تعد الكيان الشرعي المعترف به دوليًا ممثلًا للفلسطينيين- إلى أنه "خيانة" لأحلام الفلسطينيين بعودة وحدة الصف، ويعمق الانقسام بين الضفة وغزة. وقال عساف: " التفاوض مع إسرائيل خارج إطار الشرعية الفلسطينية خيانة وطنية، متساءلًا: "منذ متى يتفاوض كل فصيل سياسي فلسطيني مع إسرائيل منفردا؟ ألا يمثل ذلك ذروة الخيانة والإمعان في تفتيت وحدة الشعب الفلسطيني وموقفه السياسي". واعتبر أن "ما يلوح به أبو مرزوق يمثل تهديدا وابتزازا للقيادة الشرعية للشعب الفلسطيني، من خلال استخدام ورقة التفاوض مع دولة الاحتلال وبشكل منفرد، ونحن نعد الاستقواء بالاحتلال قمة الهبوط الأخلاقي والوطني، وهو مرفوض رفضا قاطعا من شعبنا الفلسطيني".