عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيَّة، السبت (30 أغسطس 2014)، أعمال اجتماع الدورة ال(132) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون، برئاسة الشيخ خالد الحمد الجابر الصباح النائب الأول لرئيس الوزراء وزير خارجيَّة الكويت رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، وبحضور الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، بقصر المؤتمرات بجدة . وأكد الشيخ خالد الحمد الجابر الصباح على الحرص البالغ لدول مجلس التعاون الخليجي على إزالة كافة الشوائب والعمل على بذل الجهود الحثيثة للمحافظة على المكتسبات الكبيرة التي تحققت لمجلس التعاون. وأشاد الشيخ صباح الخالد، في كلمته الافتتاحية، بمضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في الأول من أغسطس الجاري بضرورة محاربة كل من يحاول اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم على أنه دين التطرف والكراهية والإرهاب. وشدد على حرص دول المجلس على السعي وراء تحقيق المزيد من التلاحم والتعاضد المنشود بينها وبين شعوبها ترسيخا وترجمة لرؤى قادة دول المجلس للوصول إلى أعلى مستويات الترابط والتنسيق تعزيزا للعلاقات المصيرية بين هذه الدول. وأشار إلى أن دول المجلس وشعوبها تواجه "تناميا غير مسبوق لآفة الإرهاب وذلك عبر مجاميع تتستر برداء ديننا الإسلامي الحنيف وهي أبعد ما تكون عن رسالته الإنسانية السمحاء". وجدد "عظيم الإدانة وبالغ الاستنكار" ممارسات تلك المجاميع التي تستغل الدين الإسلامي كذريعة للقتل والتهجير وترويع الآمنين، مؤكدًا الترحيب بقرار مجلس الأمن رقم (2170) حول مكافحة الإرهاب والذي يدعو إلى الامتناع عن دعم وتمويل وتسليح الجماعات الإرهابية "المجرمة". وحول التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة رحب الشيخ خالد الحمد الجابر الصباح باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 26 أغسطس الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والذي أشرفت عليه وقادته مصر بجهود مستمرة "وهي محل تقدير"، مؤكدًا أن تلك الجهود تمثل دور مصر التاريخي باعتبارها السند الرئيس الداعم للقضية الفلسطينية. وعبر عن قلق دول مجلس التعاون البالغ إزاء تدهور الأوضاع الأمنية في العديد من المناطق في العراق وتشديدها على أهمية ضمان وحدة وسلامة أراضيه ومشاركة جميع أطيافه في العملية السياسية. وأكد أن دول مجلس التعاون الخليجي تنظر ب"ألم بالغ" إلى استمرار دوامة العنف في سوريا التي دخلت عامها الرابع وهي تحصد يوميا "بشكل مفزع" الأرواح والممتلكات دون انفراج لها مرحبًا بقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2165) الخاص بفتح معابر جديدة لإيصال المساعدات إلى الشعب السوري المنكوب. وفي الشأن اليمني أكد الشيخ صباح الخالد أن دول المجلس بذلت على مدى السنوات الماضية جهودا متواصلة نحو إقرار الأمن والاستقرار في اليمن والعمل على تحقيق تطلعات شعبه بالتنمية والرخاء معولة كثيرا على أهمية مؤتمر الحوار الوطني الشامل سعيا إلى إنجاح العملية السياسية المنطلقة من المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية. وحول علاقات مجلس التعاون مع إيران، أشار النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، إلى أهمية معالجة القضايا التي تبعث على القلق على صعيد العلاقات الثنائية وأهمية التوصل إلى اتفاق دولي حول برنامج إيران النووي وفق التزام إيراني كامل بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقرارات مجلس الأمن. وفيما يخص ليبيا، دعا جميع الأطراف السياسية في ليبيا للالتفاف حول المؤسسات الدستورية الشرعية المنتخبة آملا تنفيذ الخطة المقدمة من مجلس النواب في ليبيا الرامية إلى وقف العنف ومواصلة العملية السياسية.