استدعت وزارة الخارجية الألمانية السفير الأمريكي في برلين لمطالبته بإعطاء "توضيح سريع" بعد القبض على رجل ألماني يشتبه في ممارسته أعمال تجسس لصالح الولاياتالمتحدة. وقالت تقارير وسائل الإعلام المحلية في ألمانيا إن الشخص المشتبه فيه يعمل موظفا في جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني، وكان عميلا مزدوجا لمدة عامين. وقال مكتب المدعي الاتحادي الألماني في بيان رسمي إن رجلا عمره 31 عاما اعتقل للاشتباه في أنه جاسوس لدولة أجنبية. غير أن البيان لم يتضمن أي تفاصيل أخرى. وتهدد القضية بزيادة حدة التوتر في العلاقات مع واشنطن التي تضررت بالفعل بسبب الكشف في العام الماضي عن عمليات مراقبة على نطاق واسع لمواطنين ألمان من قبل وكالة الأمن الوطني الأمريكية بما في ذلك مراقبة الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ونقلت وكالة رويترز عن اثنين من السياسيين الألمان المطلعين على القضية قولهما إن الألماني أقر بأنه نقل لضابط اتصال أمريكي تفاصيل لجنة برلمانية تشكلت للتحقيق في كشف الموظف السابق في وكالة الأمن الوطني الأمريكية إدوارد سنودن عن عمليات التجسس الأمريكية. ووصفت الوكالة السياسيين بأنهما برلمانيان عضوان في لجنة الرقابة البرلمانية المكونة من تسعة أعضاء والمكلفة بمراقبة المخابرات الألمانية. وتحاط بعض اجتماعات اللجنة البرلمانية التي تحقق في قضية وكالة الأمن القومي الأمريكية بالسرية. وقال أحد السياسيين، اللذين طلبا عدم الكشف عن هويتهما، إن المعتقل "ليست لديه صلة مباشرة بلجنة التحقيق... ليس ضابطا كبيرا." وأضاف أن المشتبه به عرض خدماته على الولاياتالمتحدة طوعا. وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية "لا نتعامل مع مسألة التجسس لحساب أجهزة مخابرات أجنبية باستخفاف." وقالت صحيفة سويدويتشه تسايتونج وإذاعتا في.دي.آر. وإن.دي.آر. إن الجاسوس المزعوم اعتقل في البداية للاشتباه في أنه يتصل بضباط من المخابرات الروسية. غير أنه اعترف فيما بعد بأنه كان يعمل مع الأمريكيين، حسبما قالت الصحيفة ومحطتا الإذاعة. وقالت صحيفة بيلد في نسخة مبكرة من مقال سينشر في عددها الصادر السبت إن الرجل عميل مزدوج منذ عامين وسرق 218 وثيقة سرية. وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر أمنية إن الرجل باع الوثائق ومن بينها ثلاثة لها علاقة بعمل اللجنة البرلمانية مقابل 25 ألف يورو ( تعادل 34100 دولار أمريكي). ولم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من واشنطن على اعتقال "الجاسوس الألماني".