تجسد صلاة المسافرين في المساجد الموجودة على الطرق واقعا ملموسا لمعاناة هؤلاء المسافرين في ظل مشاهد الإهمال التي تسيطر على هذه المساجد من إهمال وصل الأمر به إلى عدم الاهتمام بنظافتها، ما جعلها في كثير من الأوقات مرتعًا للأوساخ والغبار. "أين المسؤولون؟" عدد من مستخدمي موقع "تويتر" حاولوا مواجهة ذلك بتدشين هاشتاق "مساجد الطرق" لطرح هذه القضية ومحاولة وضع حلول تساعد على تحسين صورتها. وفي سياق ذلك، قال أستاذ الحديث المشارك بجامعة القصيم الدكتور محمد الفراج في تغريدة له: "ليت المسافرين إذا وجدوا في طريقهم دورات المياه غير نظيفة أن يكلفوا شغالتهم أو سائقهم أو عامل محطة نظافة بتنظيفها ولو بمقابل .. إن لم تدع المكان أفضل مما كان، فلا أقل من أن تتركه كما كان". فيما تساءل عبد العزيز المهوس: "هل من مسؤول ناصح يلتفت لهذه المهزلة؟.. عندما ترى باصات المعتمرين والحجيج من الخليج يقفون عندها تقول ياخزياااااااه واعيباااااه." بينما أضاف عبد الرحمن القرعاوي أنه بعض المحتسبين يقومون بجولات صيانة دورية على مساجد وحمامات الطرق ومعهم: "مكنسة كهربائية، لي غسيل، بعض أدوات السباكة والكهرباء". أما محمد العوشن فقال إن "مؤسسة سليمان الراجحي لديهم جهد كبير في المساجد بين المواقيت ومكة لكنني أرى المسئولية على من يحقق الأرباح صاحب المحطة". "الكرة في ملعب الجميع" "عاجل" تواصلت مع عدة جهات حكومية منها السياحة والأوقاف وكذلك جهات تطوعية، لعلها تساعد في وضع حلول لهذه المشكلة، حيث أكد حسين الخليفة مدير فرع السياحة والآثار بالجوف أن الإدارة المعنية بالمساجد هي الشئون الإسلامية والأوقاف، لكن تبقى المساجد مسئوليتنا جميعًا . فيما أوضح مدير فرع الشئون الإسلامية والأوقاف بالجوف الشيخ علي العبدلي أن مساجد الطرق ليست من اختصاص الوزارة. وذكر الشيخ تركي بن ماجد الربيعي رئيس لجنة العناية بمساجد الطرق بالرياض (مساجدنا) أن لجنة (مساجدنا) مؤسسة خيرية مقرها مدينة الرياض تم تسجيلها من قبل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في سجل المؤسسات الخيرية برقم وتعمل تحت مظلة مؤسسة الأعمال الخيرية لعمارة المساجد. وأشار إلى أن اللجنة تعمل على استهداف مساجد الطرق بإدامة الصيانة والتحسين، وتحديد توجهات تطويرية مستقبلية لوضع تصاميم نموذجية لمساجد الطرق والسعي لإقامتها وإدامة تميُز خدماتها، وإدامة التنسيق والتكامل والتعاون مع كافة القوى المؤثرة ذات الاهتمام المشترك، والاستفادة من جهود اللجان التطوعية والحرص على تفعيل أدوارها، وتحقيق الكفاءة (في استخدام الموارد) المادية والبشرية. "المتطوعون في الصورة" من جانبه، تحدث قائد فريق الجوف التطوعي خليل بن إبراهيم العضيد ل"عاجل"، قائلا إن مساجد الطرق باتت قضية رأي عام، مضيفًا أن تكون المساجد تحت إشراف الشؤون الإسلامية والأوقاف، مضيفًا: "كفريق تطوعي أدركنا حجم معاناة المسافرين.. هذه المساجد هي أكثر من مكان للصلاة فهي محطة استراحة للكثير من المسافرين، وخصوصا للمرضى، وعلى رأسهم مرضى السكر". "العضيد" أكد أن سبب إهمالها هو أن أغلب المحطات تؤجر بالباطن للعمالة فيحدث إهمال لمسجد المحطة، مشيرًا إلى أن فريقًا من متطوعي الجوف وبدعم من مؤسسة الراجحي الخيرية وتعاون من أوقاف الجوف قاموا بصيانة ما يزيد عن 20 من مساجد الطرقات. وشدد على أن "الصيانة شملت دهانا خارجيا وداخليا وأعمال كهرباء وسباكة، لكن بزيارة بعضها بعد أشهر تجدها عادت لما هي عليه فهي بحاجة لصيانة دورية، بسبب كثرة استخدامها من المسافرين".