قالت منظمة الصحة العالمية إن وزارة الصحة السعودية نجحت في السيطرة على فيروس "كورونا" خلال الأسابيع الأخيرة. ويبرز نجاح الوزارة خاصةً في منع انتشار الفيروس في أكبر تجمع بشري على مستوى العالم في مكان وزمان واحد، وهو موسم عمرة رمضان؛ إذ لم تسجل منذ بداية شهر رمضان وحتى يوم 25 منه سوى 10 حالات إصابة، فيما لم تسجل أي حالة إصابة منذ يوم 13 منه وحتى يوم 25؛ وذلك وفقًا لإحصاءات الوزارة المنشورة على موقعها الإلكتروني. وقال الدكتور جواد محجور مدير إدارة الأمراض الوبائية في منظمة الصحة العالمية؛ إن الوزارة نجحت نجاحًا لافتًا في السيطرة على انتشار الفيروس في فترة وجيزة من خلال عاملين رئيسين يتمثلان في التدابير التي اتخذتها لمحاصرته، والتعامل مع المصابين وفق آليات حديثة، حسب تصريحاته لصحيفة "الشرق الأوسط"، الخميس (24 يوليو 2014). ويأتي هذا الحديث عن النجاح السعودي في التصدي ل"كورونا" وسط نصائح أطلقتها عدة دول لرعاياها بالعدول عن أداء موسم العمرة لهذا العام، فيما لم يُلْقِ الفيروس بظله على ملايين المعتمرين المزدحمين في أروقة الحرمين طوال الأيام الماضية من شهر رمضان. وأردف الدكتور محجور أن منظمة الصحة العالمية لم تنصح في أي وقت من الأوقات بعدم السفر إلى الأراضي السعودية؛ لأن الوضع الوبائي وما اكتُشف فيها من حالات لا يدعو إلى القلق أو إصدار تنبيهات بعدم التوجه إلى المملكة. وكان المرض على أشده في الانتشار وارتفاع أعداد المصابين والمتوفين خلال شهري إبريل ومايو الماضيين. وسبق أن توعد المهندس عادل فقيه وزير الصحة السعودي المكلف، بدحر الفيروس، مؤكدًا أن وزارته تمكنت من السيطرة عليه وتطويق ازدياد الحالات المصابة به، لافتًا إلى أنها تتوخى الحذر والحيطة، وتكثف إجراءاتها الاحترازية والوقائية. وأكد مدير إدارة الأمراض الوبائية في منظمة الصحة العالمية جواد محجور، أن التعاون والتنسيق مستمر بين منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة في السعودية؛ لتبادل المعلومات بين الطرفين، وتقديم الدعم التقني. من ناحية أخرى، أشار محجور إلى أنه "ثبت لمنظمة الصحة العالمية بالدراسات والأبحاث التي جرت على أرض الواقع في السعودية، أن فيروس كورونا لم يتغير في نمطه؛ فهو ثابت وبائيًّا، كما أنه لم يتغير جينيًّا، وهو مؤشر جيد لمعرفة أسرار الفيروس الذي لا يزال ينتقل بأسلوب واحد، ولا ينتقل بسهولة من خلال المخالطة"، وأن ما سُجِّل من حالات غالبيتها لعاملين في الصحة، لم تأخذ التدابير الوقائية اللازمة أثناء التعامل مع المرضى في المستشفيات. وطمأن مدير إدارة الأمراض المعدية والوبائية في منظمة الصحة العالمية، المواطنين في جميع دول العالم بأن فيروس كورونا لا ينتقل عن طريق الهواء والملامسة، ما لم يعطس المصاب، وهو ما أثبتته الدراسات والتحاليل من أن الفيروس لا ينتقل بسرعة من شخص إلى آخر، خاصةً في الأماكن العامة. ووفق آخر إحصائيات الوزارة التي نشرتها على موقعها الإلكتروني 25 رمضان، فإنه أصيب بالفيروس 721 من المواطنين والمقيمين بالمملكة منذ 2012، توفي منهم 297، وتماثل للشفاء 393، فيما يخضع للعلاج 30 آخرون.