يخوض المنتخبان البرازيلي والهولندي في الحادية عشرة مساء اليوم بتوقيت المملكة مباراة الترضية لتحديد صاحبي المركزين الثالث والرابع بمونديال 2014 المقام على أراضي السامبا، في مباراة لا يريدها الطرفان بعد أن خسرا الرهان على الصعود إلى نهائي البطولة. فالمنتخب البرازيلي صاحب الأرض والجمهور الذي كان مرشحًا بقوة للتتويج باللقب العالمي السادس، سقط بشكل مريع في مباراة نصف النهائي أمام الماكينات الألمانية بسبعة أهداف لواحد، ليتلقى مدربه لويز فيليبي سكولاري ضربة موجعة قد تزيد ألمًا بخسارة جديدة في مباراة اليوم التي ستقام بملعب مانيه جارينشا في برازيليا. ورغم الفشل الكبير في بلوغ النهائي، أكد سكولاري عدم تفكيره في الرحيل عن المنتخب، مؤكدًا النجاحات المحققة في هذه النسخة بالوصول لنصف النهائي للمرة الأولى منذ 2002، ومحذرًا من الهجوم على لاعبي الكناري الذين سيكون نصفهم على الأقل -بحسبه- حاضرين في المونديال القادم في روسيا. وأكد سكولاري ضرورة الفوز في لقاء الترضية، ويبدو أنه يخشى حقًّا التعرض لخسارة جديدة قد تُطيح به على الأرجح من القيادة الفنية للمنتخب البرازيلي. أما المنتخب الهولندي فقد سقط بركلات الترجيح أمام نظيره الأرجنتيني بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي من عمر مباراتهما بالمربع الذهبي بالتعادل السلبي بدون أهداف، ليفشل مرة أخرى في بلوغ هدفه المتمثل في التتويج بالمونديال، وذلك تحت قيادة المدرب المخضرم لويس فان جال. وانتقد فان جال خوض مباراة الترضية بشكل علني، مشيرًا إلى أنه ليس من العدل خوض مثل تلك المباراة بعد الهزيمة في نصف النهائي، لأنها قد تضر أكثر بهيبة الفريق حال الخسارة، منتقدًا تمتع البرازيل بيوم راحة إضافي. وقال المدرب إنه إذا كان الأمر بيده لقرر عدم خوض تلك المباراة. وخسرت هولندا نهائي المونديال في ثلاث مناسبات، أمام ألمانيا في 1974، وأمام الأرجنتين في 1978، وأمام إسبانيا في 2010. أما البرازيل فكانت تمني النفس بالوصول لنهائي ماراكانا، وتعويض خسارتها أمام أوروجواي في نهائي نسخة 1950 التي أقيمت على أرضها، واستضاف نفس الملعب المباراة الختامية، لكنها سقطت في كارثة "مينيرازو" في إشارة لملعب مينيراو مستضيف مباراة نصف النهائي أمام "المانشافت". السامبا لم تكن هي السامبا التي اعتاد عشاق الكرة رؤيتها، خاصة مع غياب نجمي الهجوم والدفاع عن مباراة ألمانيا، نيمار للإصابة وتياجو سيلفا لعقوبة الإيقاف مباراة، لتدك شباكها بخمسة أهداف في الشوط الأول وسط بكاء وحسرة جماهيرها الغفيرة. كما لم تلعب هولندا بأسلوبها المعتاد المتمثل في الهجوم السريع، وبدت تخشى منافستها الأرجنتين لتتراجع للخلف منتظرة ارتكاب المنتخب اللاتيني أخطاء تعطيها الفرصة لهز الشباك، لكن ذلك لم يحدث لتخرج بركلات الترجيح، تلك التي أهلتها لهذا الدور على حساب كوستاريكا في ربع النهائي. وسبق لكلا المنتخبين أن خاضا مباراة الترضية مرة واحدة من قبل، ففازت البرازيل بالمركز الثالث في نسخة 1938 التي أقيمت بفرنسا، على حساب السويد بالفوز عليها 4-2. أما هولندا فخسرت في مباراة تحديد المركز الثالث بنسخة 1998 بفرنسا أيضًا أمام كرواتيا 1-2. وتواجه المنتخبان في أربع مناسبات بالمونديال، ففازت البرازيل مرتين في 1994 بنتيجة 3-2 بدور الثمانية و1998 بركلات الترجيح في قبل النهائي بعد التعادل إيجابيًّا بهدف لمثله، وبالمثل فازت هولندا مرتين في 1974 بنتيجة 2-0 في الدور الثاني، و2-1 في دور الثمانية بمونديال 2010