يدخل المنتخب البرازيلي المضيف ونظيره الهولندي الى ملعب "مانيه غارينشا الوطني" في برازيليا وهما يتمنان لو يتخذ الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قرارا استثنائيا بالغاء مباراة المركز الثالث لمرة واحدة، وذلك لان ايا منهما لا يرغب بخوض هذه المواجهة. دخل المنتخبان الى النهائيات النسخة العشرين وكل منهما يمني النفس باحراز اللقب العالمي لكنهما تعرضا لخيبة امل كبيرة بخروجهما من الدور نصف النهائي. ومن المؤكد ان ايا من المنتخبين لم يضع في حساباته قبل انطلاق العرس الكروي العالمي خوض ما يعرف بمباراة جائزة "الترضية"، فالبرازيل كانت تحلم بتعويض خيبة 1950 حين خسرت النهائي على ارضها امام الاوروغواي، وهولندا الى الصعودة درجة اضافية على منصة التتويج بعد ان كانت قاب قوسين او ادنى من احراز اللقب العالمي الاول في تاريخها قبل ان يسقطها الاسباني اندريس انييستا بهدف قاتل قبل دقائق معدودة على نهاية الشوط الاضافي الثاني من نهائي 2010 في جنوب افريقيا. من المؤكد ان المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري ولاعبوه كانوا يفضلون "النحيب" على ما حصل معهم في تلك الليلة المشؤومة في بيلو هوريزونتي في منازلهم وبين عائلاتهم، لكن عوضا عن ذلك هم مضطرون الى ملاقاة جمهورهم الغاضب السبت في برازيليا من اجل هذه المباراة "الشرفية" التي سترفع من حدة النقمة الجماهيرية عليهم في حال عجزوا عن تحقيق الفوز. وكيف بامكان لاعبي البرازيل التفكير بهذه المباراة وهم محطمون معنويا وكيف سيكون بامكان سكولاري الوقوف في ارضية الملعب بمواجهة جمهور كان يتطلع لتعويض ما فاته عام 1950، لكنهم وجدوا انفسهم بعد المباراة ضد المانيا امام "كارثة" وطنية حقيقية لما تعنيه كرة القدم لهذا الشعب الشغوف. والتقى المنتخبان في ثلاث مناسبات اخرى خلال النهائيات، الاولى تعود الى عام 1974 حين فازت هولندا يوهان كرويف 2-صفر في الدور الثاني، والثانية عام 1994 حين فازت البرازيل 3-2 في ربع النهائي، والثالثة عام 1998 حين خرجت البرازيل فائزة في نصف النهائي بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي. وتواجه الطرفان في سبع مباريات ودية، فازت البرازيل باثنتين منها وهولندا بواحدة وتعادلا في اربع. وقد تكون عواقب خوض مباراة المركز الثالث بوجود سكولاري وخيمة في حال الخسارة، خصوصا في ظل الاجواء المضطربة التي سادت بعد المباراة امام المانيا وفي ظل التخوف من عودة المظاهرات المطلبية التي قد تغذي غضب الجمهور حيال اللاعبين والبطولة بأكملها بعدما انفقت الحكومة 11 مليار دولار على استضافة هذا الحدث عوضا عن الاهتمام بقطاعي الصحة والتعليم. وحتى ان اللاعبين لم يعد يهمهم ما يحصل في مباراة السبت على غرار الظهير الايسر دانيال الفيش الذي خسر مكانه ودون اي مبرر لمصلحة مايكون، احد "الكوارث" ضد الالمان. ومن المتوقع ان يجلس برنارد مجددا على مقاعد الاحتياط كما حال "الكارثة" الاخرى دانتي الذي بدا وكأنه هاو في قلب دفاع "سيليساو" بمواجهة رفاق الدرب في بايرن ميونيخ، خصوصا مع عودة القائد تياغو سيلفا الذي غاب عن مباراة الثلاثاء بسبب الايقاف. اما بالنسبة للعناصر الاخرى مثل دافيد لويز او لويز غوستافو او "الظاهرة" فريد الذي كان حاضرا غائبا في جميع المباريات دون ان يمنع ذلك سكولاري من اشراكه اساسيا، فلا يوجد هناك اصلا البدلاء الذين بامكانهم تجنيب بلادهم "مهزلة" اخرى في برازيليا وهذه المرة بوجود نيمار كمشجع لزملائه بحسب ما اكد الاتحاد البرازيلي.