وصف الدكتور فهد الحارثي، الكاتب والمفكر الصحفي جماعة الإخوان المسلمين بأنها تشكل خطرا على المملكة. جاء ذلك خلال لقائه مع الإعلامي علي العلياني، في حلقته السادسة من برنامج "يا هلا رمضان" على قناة روتانا خليجية صباح السبت 5 يوليو 2014 . "الحارثي" تحدث عن حياته المليئة بطفولة مدللة، قائلا: "ولدت في وادي المريفق، وانتقلت منها إلى الطائف لأعيش طول عمره هناك.. مشاعري كانت متعلقة بالوادي الذي اعتبره قصيدة معشوقة، وكأنني على موعد غرامي لأنني أشعر بأنني أنتمي للأرض والمكان، كتبت عنها الكثير من الخواطر والغزل". ويستذكر تناغم عائلته: "تزوج والدي من أمي وهو في الستين، لذا كنت ولده الوحيد فنشأت مدللًا، كان هناك توازن في عائلتي فقد كان والدي يتسم بالجدية، بينما اتسمت أمي بالحنان". وعن أول رحلة خارج المملكة إلى باريس، أضاف: "نصحني د. عبدالعزيز الفدا بالدراسة في السوربون فراقت لي الفكرة وتحمست لها، إلا أن د. عبدالعزيز الخويطر وكيل جامعة الملك سعود رفض ابتعاثي لفرنسا لعدم إجادتي الفرنسية فاخترت الدراسة على نفقتي، توافرت لي فرصة لدراسة الفرنسية بمنحة من الحكومة الفرنسية لمدة عام بفرنسا، أجدت فيها اللغة والتحقت بالبعثة". وفيما يتعلق بتجربته في فرنسا، قال د. الحارثي: "أول بلد أخرج إليه للدراسة كان باريس في فرنسا في نهاية 1973، التي بقيت فيها ثماني سنوات، وكانت تجربة مدهشة ومذهلة والحمد لله أنني خرجت منها بسلام ودون صدمة حضارية". وحول اهتمام المملكة به أثناء دراسته، ذكر: "جامعة الملك سعود التي كان اسمها جامعة الرياض اهتمت بي منذ أول عام بعد نتائجي المشرفة في دراستي في فرنسا". وعن اختياره مرة جديدة للدراسة بين أمريكاوفرنسا، أوضح: "أنا فخور بتجربتي في السوربون وتجربتي الجميلة في باريس، لكني أعتقد أن شبابنا يجب أن يقبل على الدراسة بأمريكا أكثر لأنها ثقافة سائدة". وبخصوص ولعه بالفن التشكيلي، أضاف: "أنا محب للفن التشكيلي ومتابع، وطاردت لوحة لخالد الأمير لعام كامل حتى حصلت عليها". وعن موقفه من جماعة الإخوان المسلمين ذكر د. فهد العرابي الحارثي موقفه من تنظيم الإخوان المسلمين: "ليس لي موقف محدد من الإخوان ولم أدافع عنهم، بل دافعت عن فكرة وهي مصر التي هي جديرة بأن تنتقل من حكم ديكتاتوري إلى حكم مدني". وتابع في السياق نفسه: "وصول الإخوان للحكم دشَّن مرحلة جديدة في مصر يصل فيها الرئيس للحكم ب51%، ولو لم يترشح السيسي للرئاسة لاعتقد أنه فعلًا هناك ثورة في 30 يناير، لكن هذا يجعلني أعتقد أن في الأمر انقلابًا وليس ثورة". وعن مواقفه كونه لم يوزّر، أوضح د. الحارثي قائلاً: "أنا لست في موقف رسمي يجعلني أتخذ موقفًا، لدي ولاء لقيادتي ودولتي، وهذا ما يتيح لي ولغيري من المثقفين قول رأيهم، ولا أحد يزايد عليّ في مصلحة البلد. وللتوضيح أنا لم أعد في الوزارة ومواقفي ليست طريقًا إلى الوزارة، وأعتقد أن ما نشر هو مواجهة غير شريفة، لأنه عندما نتخذ موقفًا يفسر بهوى المفسر، وما وجدته أن رحابة صدر الدولة أكثر من المثقفين". وعن تناقضه، بين أنه لا ينتمي إلى أي حزب سياسي، ولكنه لا ينتقد الإخوان، قال د. الحارثي: "انتقدت مرسي في تغريدات متعددة في بداية حكمه وكانت مؤاخذات عليه.. لم أنتقد الإخوان ككيان لأنهم لا يهمونني بل تهمني رئاسة مصر، وليس لدي مشكلة مع الإخوان الذين انتهوا مع مرسي، بل لدي مشكلة مع القادمين، لأني كمحلل أعتقد أن 25 يناير لم يبقَ منها شيء كون الجيش عاد إلى الحكم، وأتمنى أن أغير رأيي مع السيسي دون مجاملة". وعما إذا كان مع أو ضد كون الإخوان خطر على المملكة العربية السعودية قال: "بموضوعية ودون مجاملة لا أستطيع القول مع أو ضد وليس لدي إلا ما نراه ونسمعه في وسائل الإعلام، وهي تقول إنهم يشكلون خطورة على المملكة وأنا أؤمن بهذا، مع اننا احتضناهم ومكّناهم في التعليم". وعن الاستبيان قال: "قبل 13 سنة كنت ضد قيادة المرأة للسيارة؛ لأننا نحتاج للنضج لأنه قرار مجتمعي، واليوم أنا مع قيادة المرأة للسيارة لأنه قرار حكومة". وفي المؤتمر الصحفي دافع د. الحارثي عن العديد من مواقفه في الصحافة المكتوبة، فبعد تجربة 25 سنة في الصحافة توجه إلى مجال الدراسات والبحوث العلمية، وهي أسباب وحيدة جعلته يبتعد، كما دافع عن تغريداته التي يعتبر معظمها مزحة وأعتذر عنها". وفي الختام حلّ صديقا د. فهد العرابي الحارثي، عقل الباهلي ود. عبدالرحمن العناد ضيفين على البرنامج وتحدثا عن شخصيته المتفردة المندفعة، وتأثر اصدقاؤه بحضوره، وجديّته في العمل وهذا ما ساعد زملاؤه على الانضباط". يُذكر أنه سيحل الأمير خالد بن سعد رئيس نادي الشباب ضيفًا في حلقة الليلة من "يا هلا رمضان".