لا يمل تنظيم ما يُطلق عليه "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف إعلاميًّا باسم "داعش"، من نشر صور مفبركة لمؤيديه ومريديه طوال الوقت، وهي أساليب معروفة في الحرب النفسية للتأثير في المشاعر والوصول إلى الأهداف المرجوة. وكانت آخر هذه الأساليب ما نشره موقع "ماذربورد" الأمريكي حول انتشار هاشتاق #AllEyesOnISIS الذي جذب المعجبين حول العالم ب"داعش" وتسابق المعجبون خلاله إلى رفع صور لهم وهم يحملون لافتات مؤيدة للتنظيم الإرهابي بجانب معالم سياحية عالمية معروفة؛ لإثبات اتساع رقعة مؤيدي التنظيم حول العلم. واجتاح الهاشتاق موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مع صور مؤيدة للتنظيم في كل من نيويورك وسويسرا، وهولندا وبلجيكا، وإيطاليا وفرنسا. وكان من تلك الصور صورتان: الأولى صُوِّرت وكأنها لشخص يحمل لافتة مؤيدة لداعش كُتب عليها: "الدولة الإسلامية في العراق والشام #باقية رغم أنفكم"، ويرتدي زيًّا عسكريًّا سعوديًّا، والثانية للافتة مؤيدة للتنظيم وُضعت بجانب زي عسكري للقوات البرية السعودية، مكتوب عليها: "# الدولة الإسلامية #باقية #تتمدد". ووضح من خلال الصور وطريقة التقاطها، حرص من صوَّرها على عدم كشف مزيد من التفاصيل؛ ما يوضح خوفه من افتضاح فبركة الصورة، أو إظهار أنها لم تلتقط داخل المملكة. وتحتاج الوقعة ألا تمر مرور الكرام، بل على المسؤولين ضرورة التحقق من تلك الصور وإصدار نفي رسمي بصحتها، وتأكيد تماسك وحدة الصف السعودي؛ لإفشال مخططات الجماعات الإرهابية. طريقة استغلال الأزياء العسكرية لادعاء وجود انشقاقات في القوات المسلحة، استُخدمت من قبل، وتحديدًا في مصر، بالتزامن مع الإطاحة برئيسها السابق محمد مرسي؛ حيث انتشرت صور لرجال يرتدون زي القوات المسلحة المصرية وهم يعلنون تكوين جيش مصري حر على غرار الجيش السوري الحر، لكن القوات المسلحة المصرية سارعت ونفت تلك المزاعم، وكشفت بالأدلة والبراهين عدم صحة تلك الادعاءات، وتم وأد الفتنة في مهدها. يُشار إلى أن "داعش" استخدم عدة أسماء مختلفة منذ تكوينه مطلع 2004؛ إذ بدأ باسم "جماعة التوحيد والجهاد". وفي أكتوبر 2004 أقسم رئيسه آنذاك أبو مصعب الزرقاوي قسم الولاء لأسامة بن لادن ليصبح اسم التنظيم "تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"، وكان يُشار إليه اختصارًا ب"القاعدة في العراق". وفي يناير 2006 اندمج التنظيم مع جماعات متمردة أخرى عراقية تحت مظلة منظمة تُدعى "مجلس شورى المجاهدين". وفي أكتوبر 2006، اجتمع شورى المجاهدين مع 4 فصائل متمردة ممثلة لقبائل عراقية فتأسس "حلف المطيبيين"، وبعدها بيوم تم إعلان تأسيس "دولة العراق الإسلامية". وبعد التوسع في سوريا تبنى التنظيم اسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" في إبريل 2013.