تمتزج الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان الكريم كل عام بالفرحة والسعادة؛ للخير الوفير الذي يفيض في شهر القرآن، إلا أن هذه الفرحة أفسدها هذا العام جشعُ عدد من التجار لم يكفهم التلاعب بالأسعار، بل عرض بعضهم سلعًا فاسدة (منتهية الصلاحية أو قاربت على الانتهاء)، مستغلين الشهية الشرائية للصائمين. وبالتزامن مع حلول الشهر الكريم، اتهم عدد من المستهلكين مراكز بيع السلع الغذائية ومحال التجزئة بعمل عروض على العديد من السلع الفاسدة التي انتهت صلاحيتها، مطالبين وزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك بإجراء جولات تفتيشية على هذه المراكز، ومراقبة جودة السلع التي عليها تخفيضات بلغت في بعضها 50%، حسب صحيفة "الشرق"، السبت (28 يونيو 2014). وقال نواف العبد لله إنه اشترى أكياسًا من الأرز بسعر يقل عن أسعارها العادية بنسبة 45%، مشيرًا إلى أن زوجته وجدت حشرات داخل الأكياس، فاضطرت إلى إلقائها في سلة القمامة. وحذر العبد لله من أن "هذه السلع قد تكون مضرة بالصحة العامة، خاصةً لدى الأسر الفقيرة التي لا يمكنها شراء السلع الغالية ذات الجودة العالية". فوضى الأسعار ويشتكي المواطنون السعوديون مما وصفوه ب"فوضى الأسعار" وارتفاعها الجنوني الذي صاحب اقتراب الشهر الفضيل، ويضربون مثلاً بإحدى السلع الغذائية الرئيسية، وهو الأرز الذي يقولون إن زيادته السعرية تتوالى منذ فترة؛ حيث بلغ كيس الأرز (5 كيلوجرامات) منذ بداية العام تقريبًا، من 30 إلى 34 ريالاً، وحاليًّا يُباع ب40 ريالاً للكيس، حسب صحيفة "عكاظ". أما إذا تطرق الحديث إلى المستلزمات المنزلية كالمنظفات والمناديل والأدوات البلاستيكية، فإن ذلك سيكشف عن فوضى الأسعار الدائرة في معظم المحال التجارية، فضلاً عن الخضار والفاكهة التي دائمًا ما يُعلَّل ارتفاع أسعارها بعلل العرض والطلب. ويقول المواطن أحمد الزهراني: "أسعار المواد الغذائية شهدت ارتفاعات ملحوظة في الآونة الأخيرة، ولا تزال حتى الآن، كما أن الفروقات السعرية بين المحال التجارية باتت واضحة؛ فقد يصل الفارق في سعر السلعة إلى 7 ريالات بين عدد من المحال التجارية". فيما اعتبر عضو جمعية الاقتصاد السعودية عصام مصطفى خليفة، أن أسعار السلع الغذائية الضرورية والكمالية بمختلف أنواعها في أسواق المملكة، تشهد ارتفاعًا غير مسبوق في أسعارها، خاصةً مع حلول شهر رمضان المبارك؛ حيث قفزت أسعار بعض السلع خلال الأعوام الأخيرة بنسبة تفوق 200% رغم انخفاضها من مصدر الإنتاج. وبالطبع فإن أسعار بعض السلع تجر وراءها أسعار سلع أخرى، بديلة كانت أو مكملة. من جهته، أشار الدكتور سالم باعجاجة أستاذ المحاسبة في جماعة الطائف، إلى أن حجم الطلب المتوقع على السلع الغذائية الرمضانية في السوق السعودية خلال هذا العام، مرشح للارتفاع بنسبة 10% عما كان عليه في العامين الماضيين؛ حيث إن هناك طلبًا أكبر من المتوقع في ظل التنامي السكاني للبلاد.