اتهم مستهلكون مراكز بيع السلع الغذائية بعمل عروض على عديد من السلع الفاسدة التي انتهت صلاحيتها، مطالبين وزارة التجارة، وجمعية حماية المستهلك بالقيام بجولات تفتيشية على هذه المراكز، ومراقبة جودة السلع التي عليها تخفيضات، بلغت في بعضها 50%. وفي الدمام، تسابقت محال التجزئة على عمل عروض كبرى على السلع الرمضانية، وهو ما أدخل الخوف في قلوب بعض المتسوقين، الذين أشار بعضهم إلى وجود سلع معروضة للبيع، لم يبقَ في مدة صلاحيتها سوى يوم أو يومين. وقال نواف العبدالله إنه اشترى أكياساً من الأرز بسعر يقل عن أسعارها العادية بنسبة 45%، مشيراً إلى أن زوجته وجدت حشرات داخل الأكياس، فاضطرت إلى إلقائها في سلة القمامة. وأضاف العبدالله «التجار يعلمون كيف يروجون السلع الغذائية، ويعلمون أن أعين المتسوقين متركزة على الأسعار وليس جودة السلع، لذا يضعون أسعاراً مخفضة وبنسبة كبيرة، فلا تمر ساعات قليلة إلا وتنفد السلع المخفضة مهما كان حجمها، إلا أن معظمها يكون فاسداً أو أن طعمه بدأ يتغير»، محذراً من أن «هذه السلع قد تكون مضرة بالصحة العامة، خاصة لدى الأسر الفقيرة التي لا يمكنها شراء السلع الغالية ذات الجودة العالية». وفي عسير، حذر الخبير الاقتصادي سليمان الخالدي من أن العروض التي يتسابق تجار المحلات على لوضعها على أسعار المواد الغذائية بالتزامن مع شهر رمضان، ما هي إلا عروض على مواد قاربت تواريخ صلاحيتها على الانتهاء. وقال إن شهر رمضان يشهد هذا العام -كما هو في الأعوام الماضية نزعة ورغبة في الشراء، تتجاوز الحاجة، وتلك عادة لدى غالبية المستهلكين، مضيفاً أن «الشراء العشوائي بدأ يخف عاماً بعد عام، بالنظر لنسب المبيعات في مراكز التجزية». وأضاف «الشهر الكريم يُنظر إليه نظرة خاصة من قِبل الغالبية، لذا تتنوع فيه المأكولات بما يزيد على الحاجة، وهذا ما يدعو تجار المواد الغذائية إلى استغلال الشهر من ناحيتين، إما بعروض على سلع قاربت تواريخ صلاحيتها على الانتهاء، أو برفع أسعار غالبيتها بنسب تتجاوز ال10%، بعضها له ما يبرره من ارتفاع تكلفة الأيدي العاملة بسبب رسوم وأنظمة وزارة العمل، وبعضها استغلال واضح لارتفاع الطلب». وأضاف الخالدي «وزير التجارة حمل على عاتقه ضبط الأسعار ما أمكن، ولكن نتمنى أن تتضافر جهود جميع الجهات للوصول إلى آليات ضبط شاملة من جميع النواحي سعراً وجودة، ليس خلال شهر رمضان فقط بل طوال العام». وتسابق كثير من التجار إلى وضع عروض على أسعار المواد الغذائية الرمضانية، الأمر الذي أدى إلى جذب أكبر عدد من المتسوقين، إلا أن عدداً من المستهلكين أكدوا أن السلع التي توضع عليها عروض هي في الغالب من الأصناف التي تستورد من شركات ذات جودة متدنية في المذاق أو الصنع. وأشار متسوقون إلى أنهم لاحظوا وجود تعفن وفساد في كثير من أنواع اللحوم والدجاج التي شملتها عروض قوية في مراكز التجزئة، وطالبوا بوضع قوانين صارمة تحمي المستهلك مادياً وصحياً، وكذلك جولات أسبوعية ودائمة. وكشف مدير أحد المحلات الكبرى أن هذه عروض مؤقتة فقط، تستمر في الغالب حتى الرابع أو الخامس من شهر رمضان، ولكنها تحقق مكاسب عالية تصل إلى ما نسبته 99%.