توصل أربعة باحثين في المركز الوطني لتقنية البتروكيماويات التابع لمعهد بحوث علم المواد بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع عدة جهات أجنبية إلى اكتشاف طائفة مواد مبلمرة متميزة ذات مزايا فيزيائية خاصة. وتتميز هذه المواد المكتشفة بخاصية تشكلها ذاتيًا وقابليتها للتدوير بالرغم من صلابتها الفائقة، إضافة إلى كونها خفيفة الوزن وتتمتع بمقاومة عالية للمواد الكيميائية، وذلك بعكس البوليمرات الحرارية المتوفرة حالياً التي تعد مواد غير قابلة للتشكل ولا يمكن تدويرها. وشارك في هذا الاكتشاف شركة آي بي إم العالمية، ومتخصصون بجامعة كاليفورنيا في بيركلي وجامعة ايندهوفن بهولندا، وفق بيان وصل "عاجل" الثلاثاء (27 مايو 2014). وتتوقع الأوساط العلمية أن يفتح هذا الاكتشاف العلمي آفاقًا صناعية جديدة ومتعددة تقوم على البترول ومشتقاته، بالإضافة إلى الصناعات الغذائية (التعليب) وصناعات وسائل للنقل (مركبات – طائرات) وغيرها، إلى جانب دورها الكبير في تقليص النفايات المترتبة على هذه الصناعات الملوثة للبيئة. وتم نشر هذا الاكتشاف بكامل تفاصيله في مجلة العلوم الأمريكية (ساينس)، كما تناقلته قنوات إعلامية علمية مثل phys.org، تحت عنوان "اكتشاف طائفة جديدة من البوليمرات الصناعية"، وصحيفة نيويورك تايمز عن بعض الباحثين في وصفهم لهذا الاكتشاف بعنوان: "هذه أول عائلة مركبات تم اكتشافها منذ عدة عقود". وتأتي هذه النتائج العلمية في إطار اهتمام مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالبحوث في مجال الصناعات البتروكيميائية، بالإضافة إلى تعاونها مع شركة آي بي إم العالمية من خلال مركز تميز تقنية النانو الذي أنشئ في عام 2008، ويعمل به أكثر من ثلاثين باحثًا سعوديًا، مع عدد مماثل من نظرائهم في الشركة، حيث تتركز أبحاث المركز بتطبيقات هذه التقنية في مجال البتروكيماويات وتحلية المياه، وقد انبثق عن هذا التعاون البحثي قائمة من براءات الاختراع التي صدرت أو سجلت أو تحت الإجراء. وستعمل المدينة في القريب العاجل على تركيز بحوثها المتعلقة بهذه المركبات لتحويلها إلى منتجات قابلة للاستثمار الصناعي عن طريق الشركة السعودية للاستثمار التقني (تقنية).