في مفاجأة قد تدفع وزارة الصحة لإجراء تحقيق عاجل في وقائعها، كشف مصدر طبي مسؤول في مستشفى الملك فهد بجدة، أن الممارسين الطبيين في المستشفى تغيبوا عن العمل إبان ضرب فيروس "كورونا" المستشفى وتوالي الحالات المصابة به، خاصة في الأقسام الحيوية كالطوارئ، وهو ما جعل المستشفى بؤرة ل"كورونا" استدعت إلغاء قسم الطوارئ بها. وتابع المصدر -الذي فضل عدم ذكر اسمه- لصحيفة "الشرق" الأحد (11 مايو 2014) أن العديد من الممارسين الطبيين في المستشفى طالبوا بنقلهم لأقسام داخلية وبعضهم طلب النقل من المستشفى، ما دعا إدارة المستشفى لرفع خطابات للشؤون الصحية التي حاولت إيجاد حلول لاحقة مثل الاحتياطات الدولية CBC ومنظمة الصحة العالمية في الوقاية. كما أكد المصدر امتناع بعض الأطباء عن مباشرة حالات المصابين ب"كورونا" خوفا على سلامتهم، في ظل غياب وسائل السلامة والوقاية، خاصة بعد سقوط بعض زملائهم ضحايا لعدوى الفيروس. المصدر لم يلق باللائمة على الممارسين وحدهم، وبرر رد فعلهم تجاه بالفيروس بوجود مشكلة لدى وزارة الصحة في التخطيط والاحتياطات الوبائية، مؤكدا أن الوزارة ليست لديها خطة استراتيجية للتعامل مع أي وباء حال ظهوره والسيطرة عليه ومنع انتشاره، لافتا إلى أنه لم يكن هناك شفافية بالقدر الكافي في بداية الأمر حول أعداد المصابين وحالاتهم. وطالب المصدر الممارسين الطبيين بتحمل مسؤولياتهم رغم الأخطار، داعيا من ناحية أخرى وزارة الصحة لتجهيز هذه الكوادر الطبية وتدريبهم بكادر مؤهل ومتابعة أساسيات الحماية من المرض ووقاية المرضى وسرعة التعامل مع ظهور حالات غريبة بوضع خطط استراتيجية ومتابعة الممارسين الصحيين داخل المنشأة الصحية. وتابع، أنه كان المفترض عزل المصابين خارج المستشفى كما هو معمول به في أوربا وليس نشرهم في الأقسام، واستشهد بقسم الأمراض المعدية في مستشفيات بريطانيا بأنه قسم معزول تماما وعليه إجراءات مشددة، وقال: هذا عكس ما عليه مستشفيات المملكة، حيث نجد مراكز العزل موزعة في أقسام المستشفى المختلفة.