قالت صحيفة أمريكية إن وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" طلبت من قاضي المحكمة في قضية المعتقل السعودي، عبد الرحمن النشيري، في جوانتنامو العدول عن قراره الذي يُلزم الوكالة بالكشف عن معلومات سرية بشأن سجونها. وأضافت صحيفة "ميامي هيرالد" نقلا عن فريق دفاع النشيري، أن الوكالة هددت باللجوء إلى محكمة أخرى لكي تحكم بينها وبين القاضي العسكري جيمس بوهل. ولم يتبين رد المحكمة على ذلك الطلب. وسبق وأصدر القاضي قرارًا بإلزام "سي آي إيه" بتقديم معلومات سرية عن برنامجها السابق في التحقيق مع معتقلي جوانتنامو، وتشمل المعلومات المطلوبة تقديم بيانات حول أماكن تلك السجون، وهوية الأشخاص المحتجزين، والعاملين بداخلها، وأسماء الطاقم الطبي العامل هناك، ووسائل التعذيب التي استخدمتها الوكالة مع النشيري. و"النشيري"، المواطن السعودي ذو الأصول اليمنية، محتجز لدى السلطات الأمريكية منذ عام 2002 للاشتباه في تورطه بالهجوم على المدمرة الأمريكية "كول" عام 2000، والذي أدى إلى قتل 17 بحارًا أمريكيًّا، وجرح 37 آخرين، وظل "النشيري" محتجزًا لدى السلطات الأمريكية منذ ذلك التاريخ وحتى نقله إلى سجن جوانتنامو بكوبا. وخلال الجلسة التي انعقدت، السبت 26 أبريل، أكد العقيد بحري براين دافيس، الحاضر في القضية بصفته المدعي، أن حالة النشيري العقلية والنفسية لا تؤهله بالفعل للمحاكمة. غير أنه أكد من ناحية أخرى أن الفريق الطبي العامل داخل السجون السرية الأمريكية قدم للنشيري العلاج الطبي الذي يحتاجه، وأنه ليس هناك ثمة تقصير من جانب المسؤولين بالسجون السرية يعطي للقاضي حق التدخل في شؤون إدارة السجن الذي يديره الجيش الأمريكي. وأفادت الصحيفة بأن القاضي بوهل اضطر إلى عقد جلسة استثنائية ليستمع من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة لاعترافات طبيب تم تسميته ب"الطبيب 97" الذي قال المسؤولون بالوكالة إنه الطبيب الذي باشر متابعة حالة النشيري الصحية، وإنه الشاهد الرئيسي على أن النشيري تلقى الرعاية الطبية اللازمة لحالته. ونقلت الصحيفة عن "الطبيب 97" الذي ظهر مرتديًا الزي العسكري، قوله إنه لم يتم اطلاعه على أنواع التعذيب التي تعرض لها النشيري أثناء التحقيق معه، ولكن بعد الجلوس معه عدة مرات أصبح لديه اعتقاد بأن النشيري واجه أهوالا كثيرة في حياته أدت إلى تدهور صحته النفسية لهذا الحد. وتابع أن أطباء السجن أعطوا النشيري أدوية لعلاج حالة الاكتئاب، كما أنهم حاولوا علاجه عن طريق استخدام طريقة "علاج التعرض" التي يتم من خلالها تعريض المريض للأشياء التي تثير خوفه الشديد وجزعه، وذلك لتدريب مراكز الخوف داخل المخ على ألا تهاب هذه الأشياء. ولكنه قال إن النشيري لم يتعاون معهم؛ الأمر الذي أدى إلى تدهور حالته النفسية والعقلية. وأعلن "الطبيب 97" أنه لا يتفق مع خبيرة علاج المرضى النفسيين التي شخصت حالة النشيري وقالت إنه مصاب باضطرابات ما بعد الصدمة نتيجة تعرضه للاعتداء الجسدي والنفسي والجنسي، وقال إنه يرى أن النشيري مصاب باضطرابات الشخصية النرجسية. اقرأ أيضا: محاكمة معتقل سعودي بجوانتانامو تكشف حقيقة السجون السرية ل"CIA"