اتهم محمد بديع، المرشدُ العام لجماعة الإخوان المسلمين، قائدَ الجيش المصري السابق، عبدالفتاح السيسي، المرشح بقوة لرئاسة البلاد، بأنه "عسكري مستبد"، وتنبأ بأنه لن يتمكن من البقاء في السلطة. ورفض بديع اتهامات الحكومة المدعومة من الجيش بأن جماعته ضالعة في أعمال إرهابية. وكان بديع يتحدث، اليوم الثلاثاء، من قفص الاتهام في قاعة محكمة؛ حيث يواجه اتهامات بالتحريض على العنف. وقال بديع: "لا يُعقل بعد ذلك أن نستبدل مستبدًّا مدنيًّا بمستبد عسكري". مشيرًا إلى السيسي الذي استقال من منصب وزير الدفاع ومناصبه العسكرية حتى يتمكن من خوض انتخابات الرئاسة التي تُجرَى يومي 26 و27 مايو المقبل. وأضاف بديع: "هذا أمر يعيدون تجهيزه للسيسي مرة أخرى. لا وألف كلا. لن نقبل بهذا أبدًا، ولن يقبله الشعب المصري الحر". وفي جلسة اليوم قُدِّم بديع (70 عامًا) و50 آخرون للمحاكمة بتهمة تشكيل غرفة عمليات لإدارة احتجاجات وأعمال عنف اندلعت عندما فضت قوات الأمن الاعتصامين في أغسطس الماضي. واتسم موقف المتهمين بالتحدي في جلسة اليوم، ورددوا النشيد الوطني المصري، وتلوا آيات من القرآن، ورفعوا أيديهم برمز رابعة ذي الأصابع الأربعة. وقال بديع وهو يرتدي ملابس بيضاء: "الانقلاب العسكري الدموي قتل الآلاف، وقلب كل الحقائق، وجعل أعين الناس ترى أننا الإرهاب". وأضاف "أما الإخوان المسلمون فالله يشهد أنهم ما قبلوا عنفًا طوال حياتهم، ويشهد الله -قبل التاريخ- أن الإخوان المسلمين ما انتقموا لأنفسهم.. قتلوا مرشدهم حسن البنا بإرهاب دولة كامل ولم ينتقموا.. أنا مجني عليه". وأضاف أن السيسي هو من اصطنع "الإرهاب"، وأن السلطات الحالية هي التي تقتل الشعب المصري. واتهمت جماعة الإخوان الدولةَ بممارسة "الإرهاب" بالقبض على الآلاف، وارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان. ولم يحضر جلسة اليوم سوى 33 متهمًا؛ إذ يحاكم 18 متهمًا غيابيًّا. وحدثت اشتباكات بالأيدي في قاعة المحكمة بعد أن قال القاضي للمتهم صلاح سلطان، العضو بجماعة الإخوان والأستاذ بجامعة الأزهر "اخرس" بعد أن شكا من أنه لا يستطيع سماع ما يُقال في الجلسة. وعندما طلب محامٍ من القاضي أن يكون أكثر لينًا مع سلطان، لأنه من الفقهاء؛ اكتفى القاضي بالابتسام. ووقف المتهمون في القفص، وظهورهم للقاضي، بعد ذلك رددوا "يسقط يسقط حكم العسكر". وحث جهاد الحداد، أحد المتهمين من قيادات الإخوان الذين مثلوا أمام المحكمة اليوم، القوى العالمية بدعم الديمقراطية في مصر. وقال حداد بالإنجليزية: "يا قادة العالم يا من تتشدقون بالديمقراطية حان الآن وقت الوقوف لإنهاء الانقلاب العسكري". وأضاف: "نحن نكافح من أجل حرية البلاد. الأمر يتحول إلى عائلة السيسي. سنواصل الكفاح من أجل الحرية. ولن نستسلم". وقرر القاضي تأجيل المحاكمة إلى جلسة السادس من إبريل. واكتسب السيسي شعبية كبيرة بين المصريين بعد الإطاحة بحكم الإخوان، وتعهده بسحق هجمات "إرهابية" قالت الحكومة إن الجماعة تقف وراءها. وخسرت الجماعة تأييد الشارع لها بعد السنة التي أمضاها مرسي في الحكم. وكان السيسي عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان الذي انتخب في انتخابات حرة عام 2012، وذلك في أعقاب احتجاجات شعبية ضخمة على حكمه. وأعقبت الإطاحة بمرسي واحدة من أقسى الحملات الأمنية على الإخوان في تاريخ الجماعة الذي يمتد لنحو 86 عامًا. وقتل مئات من أنصار الجماعة خلال فض اعتصامين لمؤيدي مرسي في أغسطس الماضي، وأُلقي القبض على الآلاف غيرهم، من بينهم مرسي نفسه. وقُدّم بديع وكثير من قيادات الإخوان للمحاكمة في عدة قضايا، مما أدى إلى عرقلة الجماعة التي فازت في كل الانتخابات التي أُجريت منذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بحكم حسني مبارك عام 2011. وفي الأسبوع الماضي، أصدر قاضٍ بمدينة المنيا جنوبي القاهرة حكمًا صادما؛ إذ قرر إحالة أوراق 528 عضوًا من الإخوان للمفتي لأخذ رأيه في إعدامهم بتهمة القتل، وارتكاب أعمال عنف.