ينظر كثير من التكفيريين من أتباع ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، إلى وسائل التواصل الاجتماعي كمنفذ هام للترويج لأفكارهم التكفيرية، ولاستدراج الشباب والتغرير بهم، في محاولة لدعم تنظيمهم "المشبوه" بالمقاتلين كي يقدموهم بعد ذلك كأضاحٍ على طريق أجنداتهم المشبوهة التي لم تقدم شيئًا سوى الإساءة للإسلام والمسلمين. لكن نفس هذه الوسائل -وعلى رأسها فيسبوك وتويتر- أظهرت جهلا فاضحًا لدى أتباع هذا التنظيم بالدين الإسلامي، وباللغة العربية لغة القرآن الكريم، ووحشية لا يقر الإسلام بها، وأخلاقًا لا تمت للدين الإسلامي بصلة، وأخيرًا فإن كثيرا ممن يدعي مناصرة الدولة هو بشكل حقيقي بعيد عن جبهات القتال، لكنه يروج له ويتصرف كأنه في قلب المعارك، مغررًا بالشاب. ورصدت "عاجل" عدة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تتبع أنصار التنظيم التكفيري لتجد -وبشكل يثير الدهشة- أن أحد أنصار التنظيم، ويُدعى زامل النجدي، يقول إن أبا جهل "تاب، وتاب الله عليه"، ما أثار سخرية عدد من المغردين، الذين تساءلوا متى تاب أبو جهل، فيما يفضح ضحالة المعرفة الدينية لهؤلاء التي لا تصل حتى إلى معرفة أساسيات معلومة لدى أي طالب مدرسة، لكنها مجهولة لدى التكفيريين الذين رغم ذلك يتصدون للخوض في دين المسلمين. وفي حساب آخر؛ تفاخر بتصميم يظهر "دولتهم" في محافظة الرقة قائلا: "إنها أول ولاية إسلامية «منذو» سقوط الخلافة العثمانية"، وذلك في جهل فاضح للغة العربية؛ حيث إن منذ (تكتب دون واو)، ما دفع مغردين للتساؤل عن معرفة صاحب التصميم باللغة العربية، وهل قرأ في حياته القرآن الكريم أم لا. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فقد أظهر أتباع "داعش" جهلا بتاريخ الإسلام ولغته التي يُقرأ بها القرآن، وأضافوا لها سوء خلق لتختلط تغريداتهم بشتائم أبسطها "كلب" وأشدها قذف في الأعراض من نوع "دياثة" و"مخنثين" ووصلت حتى أرحام النساء، ليزداد الأمر سوءًا. فصاحب هذه الشتائم تفاخر بالذبح، واستهانة بالروح الإنسانية؛ حيث يقول أحدهم ساخرًا: "من أصعب الحالات التي تمر عليك في النحر نحر الأصلع"، ليرد على آخر قائلا: "خبرة في الإرهاب حط أصابعك بخشمه، ويكون على بطنه واسحب على فوق" وهو التعليق الذي ألحقه بابتسامة، ليرد آخر قائلا: "نجرب هذه الطريقة بس من يكون يا ترى سعيد الحظ"، لنكون أمام نموذج بذيء دموي من أنصار "داعش" يقدم صورة حقيقية لأتباع التنظيم. أما آخر ما لفت الانتباه، وهو ليس بالتأكيد نهاية رصد تجاوزات أنصار التنظيم أن أحدهم ممن يدعو ليل نهار للذبح والتكفير، ويوجه الشتائم للصغير والكبير، ويتهم الجميع في دينهم؛ قد وضع صورة من العاصمة الإيطالية "روما" ليتضح أن الرجل ينعم باللجوء في أوروبا، بينما هو يحرض الشباب على التطوع للموت لصالح مجموعة من التكفيريين المأجورين.