اعتبر عدد من الخبراء السياسيين أن إعلان كل من: السعودية، الإمارات، البحرين، سحب سفرائها من قطر، في بيان مشترك صدر عن الدول الثلاث، لا يعني قطع العلاقات بين الدول الشقيقة. وقال أنور ماجد عشقي، رئيس مركز "الشرق الأوسط" للدراسات الاستراتيجية والقانونية، في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء، إن القرار لا يعني القطيعة بين قطر والدول الثلاث، حيث إنه في حال تراجع قطر عن مواقفها، ستتراجع كل من السعودية والإماراتوالبحرين عن قرارها المشترك." وأضاف عشقي أن القرار بمثابة تحذير عملي للدوحة، لافتًا إلى أن المملكة العربية السعودية بالأخص، اتخذت قرارها بعد أن حذرت قطر أكثر من مرة بعدم التدخل في شؤون دول الجوار . وفي السياق ذاته، قال محمد عبد الله مطاوع، أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة الإمارات إن "القرار تحذير بعدما اتفقت قيادات دول الخليج مع قطر حول عدد من القضايا وأمهلتها المدة الكافية لتنفيذها وهو ما لم يحدث خلال الأشهر الثلاثة الماضية". وأضاف مطاوع، أن "قضية رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور يوسف القرضاوي، إحدى أهم القضايا الخلافية، خاصة لانتقاده دولة الإمارات وغيرها، فضلًا عن دعم جماعة الإخوان المسلمين في معظم البلدان العربية وهو ما يشكل ضررًا واضحًا لأمن دول الخليج القومي". حرج كويتي وفيما يتعلق بعدم إقدام دولة الكويت وسلطنة عمان بإجراء دبلوماسي مماثل ضد الدوحة، أوضح جمال سلامة، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، أن الكويت تتحفظ على اتخاذ قرار كهذا أولا: لأن لديها قوة ضاغطة بين نواب الإخوان داخل البرلمان الكويتي وهذا يلعب دورا ضاغطا على صانع القرار في الكويت، ثانيًا، هناك قمة سوف تعقد هذا الشهر بالكويت ويبدو أن الكويت قررت اتخاذ سياسة متحفظة حتى لا تتهم بأنها هي التي أفشلت القمة باتخاذها مثل هذا الموقف من قطر"، لافتا إلى ان الكويت ستسعى خلال الأيام المقبلة لمحاولة علاج المشكلة، قبيل انعقاد القمة العربية. وتابع: «سلطنة عمان سياستها متحفظة إلى أقصي حد، وتكاد تلعب سياسة العزلة من مجريات الأحداث". مصر تدرس وفي مصر، قال السفير بدر عبدالعاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، اليوم الأربعاء، حول احتمالية سحب السفير المصري من قطر: إن "السفير المصري ليس موجودًا بالدوحة، بل موجود بالقاهرة منذ ثلاثة أسابيع في إجازة مفتوحة، والآن يتم تقييم ودراسة الموقف من جميع جوانبه في ضوء التطورات الأخيرة". وأضاف حول سحب السعودية والبحرينوالإمارات سفرائها من قطر: "هذه الخطوة تعكس بطبيعة الحال الاستياء الشديد من جانب دول الجوار من سياسات معينة، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهذا يعطي مؤشرًا أننا لم نتأخر على الإطلاق في التعامل مع دولة عربية حينما تجاوزت في حق مصر، وأن مصر بطبيعة الحال لا يمكن أن تتجاوز في حقوقها، وأنها تنسق في هذا الشأن مع أشقائها في دول الخليج". جامعة الدول العربية بدورها أعربت الجامعة العربية عن أملها في احتواء الأزمة الدبلوماسية الراهنة بين كل من المملكة العربية السعودية والامارات والبحرين من جهه وبين دولة قطر من جهه أخرى ، والتي قرروا على اثرها سحب سفرائهم من الدوحة. وأكد السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية في تصريح اليوم الأربعاء تعقيبا على هذا القرار حرص الجامعة العربية على وحدة الموقف العربي وقال: إن التضامن العربي سيظل العروة الوثقى لأمن بلداننا وسلامتها وسيادتها واستقرارها وتحقيق مصالحها. واعتبر "بن حلي" أن مجلس التعاون الخليجي يمثل أهم انجاز عربي على مستوى دول الخليج العربي، كما أنه يشكل رافدًا داعما لجامعة الدول العربية المنظمة الأم، معربا عن أمله أن تكون تلك التطورات السلبية التي تناقلتها وسائل الإعلام عبارة عن غمامة صيف حالما تنقشع وتعود المياه إلى مجاريها. أسباب القرار وعن أسباب قرار سحب السفراء، نقلت قناة العربية عن أوساط خليجية، قولها إن الخطوة المشتركة ضد قطر تأتي تعبيرًا عن نفاد صبر السعودية والإماراتوالبحرين من الدوحة، فطوال الأيام الماضية والتسريبات الإعلامية تتحدث عن نار سياسية مشتعلة في الخليج. وتحدثت تقارير إعلامية عن دعم يتم توجيهه للحوثيين في اليمن، ولجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، ونشاطات الإخوان ضد الدولة المصرية، ما يمثل مصدر تهديد لدول الخليج، بالإضافة للسماح بوجود منابر تهاجم هذه الدول.