يعتبر الجوفيون إيقاد النار في بيت الشعر بمهرجان التراث والثقافة "الجنادرية 29" رمزاً للكرم والسخاء. كما أن النار وإيقادها في حد ذاتها إشارة للترحاب بالضيوف والزوار. والكثير من الشعراء نظموا عشرات الأبيات الشعرية في النار سوى في الشعر المعاصر أو في معلقات العرب الأوائل. وما يميز بيت الشعر أنه عند إيقاد النار يصحبها نغمات يطرب لسمعها الزوار وهي "دق النجر" مع صباح "الجنادرية 29". فمنذ ساعات الصباح الباكر يرتفع صوت صَلِيل النجر في بيت الشعر الجوفي، مواكبا لتغريد العصافير التي تشدو بألحانها الجميلة، ويتوجه المجاورون إلى بيت الشعر بمجرد سماع صوت النجر، حيث إن لها نغمة متعارفا عليها يطرب لسماعها الضيوف. وقد عرف عن أهل الجوف لما يتمتعون به من كرم الضيافة الذي ورثوه عن أجدادهم ببراعة وإتقان "دقة النجر" لطحن القهوة أو الهيل في النجر. وهي دالة على كرم وحسن ضيافة أهل الجوف. ورغم وجود المبتكرات الكهربائية الحديثة إلا أن الجوفيين لا يزالون يتمسكون بهذه الطريقة لما لها في نفوسهم من أثر إيجابي وذكريات عزيزة.