في ليالي الصقيع حينما يشتد البرد، وتحتفي المجالس بأمسيات السمر وحديث الذكريات فإن شبة النار في ركن خيمة منزوية في الصحراء تصبح بمثابة فاكهة الشتاء التي لا استغناء عنها، فضلا على أنها تشكل صورة نمطية لرمز الكرم والضيافة، وتكتمل صورة هذا المشهد مع فناجيل القهوة ودقات النجر التي يتردد صداها في ليل الصحراء. وفي منطقة القصيم تزدهي في ليالي الشتاء الرمادية شبة نار السمر والسلم التي يحرص عليها الكثيرون، لذا فإن شبة النار تعد من المستلزمات الأساسية للرحلات، إذ أن الشبة تلعب دروا هاما في التدفئة في الأجواء الباردة وتسخين الشاي والقهوة. وفي هذا السياق قال حمد الفهيدان (75 سنة): «تعتبر شبة النار منذ القدم رمزا للكرم والسخاء عند العرب، كما أن النار وإيقادها في حد ذاتها إشارة للترحاب بالضيوف والزوار ويتجسد ذلك عندما كان يسير المسافرون ليلاً فيرون ناراً تتوقد فيتجهون لها، ولفظة شبة النار استخلص منها كلمة «الشبة» ويعني ذلك إقامة التجمع والقهوة، وفي هذا يقول الشخص «الشبه عندنا». وأضاف الفهيدان أن شبة النار دلالة على الدعوة إلى الحضور وبالتالي الاجتماع على القهوة، حيث يرونها فاكهة السمر الصحراوي، فالنار أثناء إيقادها تعطي نوعاً من الحركة للمكان خاصة في جلسات البر. من جهته أوضح سعود السويد «إذا أقبل الشتاء يحرص الكثيرون على اقتناء الأنواع الجيدة من الحطب، التي منها السمر والطلح والقرض وهي الأكثر جمراً والأقل دخانا». وتابع أن فصل الشتاء موسم يطيب فيه السمر حول النار واسترجاع الذكريات القديمة وسط صوت الفناجيل والدلة عندما تقرع عليها في نهاية الصبة، والنار فاكهة المجالس فقد ألهبت قرائح الشعراء، فعلى النار يجتمعون لتناول القهوة وتبادل الأحاديث والأخبار». وقال أحمد السليم «شبة النار تلعب دورا مهما في الرحلات والاجتماعات في الديوانيات والمجالس المنزلية».