أكد المهندس عادل فقيه، وزير العمل، أن أبرز التحديات التي تواجه سوق العمل تتمثل في اتساع الفجوة بين مخرجات التعليم والاحتياجات الفعلية لسوق العمل والأنشطة الاقتصادية. وقال فقيه خلال افتتاح جلسة العمل الأولى بالمنتدى العربي الثاني للتنمية والتشغيل، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود: "التعاون بين منظمة العمل العربية والبنك الدولي، وبدعم ومشاركة جميع الدول العربية والمنظمات العربية والدولية؛ يعكس مدى الاستعداد الجاد لتناول قضية نتفق جميعًا على أهميتها، والسعي للتعاون على معالجتها؛ حيث أصبحت فكرة التشغيل محور اهتمام الجميع، ولا يمكن لوزارة أو جهة بعينها أن تنجح منفردة في التعامل مع قضايا التنمية والتشغيل، دون مشاركة الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين ومنظمات المجتمع المدني وغرف التجارة والصناعة والاتحادات العمالية". وأضاف "أهمية المنتدى العربي الثاني للتنمية والتشغيل تأتي انطلاقًا من النتائج المتميزة التي تحققت من خلال المنتدى العربي الأول للتنمية والتشغيل (الدوحة 2008)، والإعلان الصادر عنه، الذي كان بمثابة أجندة عمل ومرجعية عربية للنهوض بالتشغيل، ومعالجة مشكلات البطالة في إطار تعاون عربي حقيقي، كما أن الباب مفتوح أمامنا الآن لمزيد من التعمق في المناقشات السابقة، ومراجعة نماذج التنمية المعتمدة، وإيجاد الحلول المناسبة لتعديل المسار، بإشراك جميع الأطراف الفاعلة الحكومية وغير الحكومية على حد سواء". وأوضح أن المملكة ساهمت في تفعيل قرارات القمم الاقتصادية والتنموية منذ انطلاق مبادرة عقد هذه القمم الدورية من قمة الرياض (2007) برئاسة المملكة، التي استضافت أيضا القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الثالثة (الرياض 2013)، التي أكدت الالتزام بتحقيق الأهداف التنموية للألفية، خاصة فيما يتعلق ببطالة الشباب وذوي الإعاقة، وخلق فرص العمل اللائق، إضافة إلى تمكين الشباب من المشاركة في جهود التنمية المستدامة، وتعزيز قدراتهم، وتوفير البيئة الداعمة لتمكينهم من خلال التعليم النوعي والتدريب المتطور والرعاية الصحية المتكاملة. وعن تجربة المملكة، قال: "إنني على ثقة من أن مشاركتكم في هذا المنتدى سوف تتيح لكم فرصة الاطلاع على تجارب المملكة، وعلى الجهود التي يتم بذلها في مجالات التنمية البشرية، والتشغيل، وتحسين مستوى معيشة المواطن السعودي في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله؛ وذلك إيمانًا منه بأن الإنسان هو مفتاح التنمية والتشغيل وغايتها ووسيلتها، وعليه فلا مجال للحديث عن التنمية إذا لم تُمكِّن الإنسان من العمل، ومن تلبية احتياجاته، وتوفير متطلبات الحياة والعيش الكريم لمختلف فئات المجتمع، لذا تتركز اهتمامات وأولويات حكومة المملكة لإنجاح عملية التنمية في رفع مؤشرات التنمية البشرية". وعبر عن امتنانه لمنظمة العمل العربية والبنك الدولي على حسن تعاونهم وحسن اختيار محاور النقاش، والمساهمة في الإعداد الجيد لأعمال المنتدى ولضيوف المملكة، على تلبية الدعوة للمشاركة في المنتدى والمؤسسات الإعلامية، والعاملين بوزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية، على جهودهم ومساهماتهم الإيجابية في تقديم مختلف التسهيلات، وتوفير مقومات إنجاح هذا المنتدى الهام، لتحقيق الأهداف المرجوة منه، لصالح الشعوب العربية.