كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن المملكة بمشاركة الإمارات العربية المتحدة، سوف تقومان بتمويل صفقة أسلحة روسية الصنع، لصالح مصر، تقدر قيمتها ب2 مليار دولار، بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي إلى موسكو. وأوضحت الصحيفة في عددها الصادر اليوم السبت، أن هذه الخطوة تأتي ضمن التوجه العربي الجديد، نحو عقد تحالفات عسكرية مع دول أخرى غير الولاياتالمتحدة، على خلفية الأزمة السورية. ولفتت "الجارديان" إلى أن صفقة الأسلحة الروسية، جاءت تزامنًا مع ما تشهده العلاقات السعودية-الأمريكية من توتر بسبب الاستهجان السعودي الشديد للموقف الأمريكي غير المقدر للوضع الإنساني المتدهور في سوريا، وبسبب التوجه الأمريكي المفاجئ نحو عقد مصالحة مع إيران. وبينت، أن الفترة الأخيرة، شهدت تحركًا نشطًا من جانب المسئولين في المملكة، لعقد عدة صفقات وتحالفات عسكرية جديدة مع دول غير الولاياتالمتحدة، مثل: ألمانيا، وفرنسا، وباكستان، والهند، والصين، وكندا. وتعد زيارة "السيسي" إلى موسكو هي الرحلة الأولى له خارج مصر، منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، واستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزير الدفاع المصري استقبالا حافلا، معربًا عن تمنياته له بالفوز في سباق الانتخابات الرئاسية المتوقع إجراؤها خلال الأيام القادمة. واعتبر محللون أن هذه الزيارة بمثابة "إنذار" للولايات المتحدة بأن هيمنتها على الشرق الأوسط ستتزعزع حال استمرارها في عدم الاكتراث بمصالح شركائها بالشرق الأوسط، وأبدت موسكو ترحيبًا شديدًا بالتعاون مع الحكومة المصرية، آملة في استعادة العلاقات الوطيدة التي شهدتها البلدان في السبعينيات من القرن الماضي. في سياق متصل، يقوم الساسة الأمريكيون بتحركات نشطة هذه الأيام للإعداد للقمة السعودية الأمريكية المرتقبة في شهر مارس المقبل، وكان آخر هذه الاستعدادات، اللقاء الذي جمع بين وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، وسوزان رايس مستشارة الأمن القومي بالبيت الأبيض. وجاء البيان الذي ألقته المتحدثة الرسمية باسم مستشارة الأمن القومي بالبيت الأبيض إيجابيًّا؛ حيث أكدت الإدارة الأمريكية من خلاله على سعيها نحو تقوية علاقاتها بالمملكة، والعمل على رعاية المصالح المشتركة بينهما.