"مصائب قوم عند قوم فوائد"، هذا ما يصف حالة قطاع السياحة في لندن، حيث أدت الاضطرابات في دول الربيع العربي وتوتر العلاقات مع بعض الدول السياحية الأخرى، إلى تدفق السعوديين على الدول الأوربية، ومنها بريطانيا. وبدورها، استغلت المملكة المتحدة هذا الاتجاه، ووضعت استراتيجية تركز بالأساس على السائح الخليجي، لا سيّما السعودي، بعد أن أكدت الإحصاءات على ارتفاع توجه السياح من الخليج على بريطانيا بنسبة 10% خلال الربع الأول من 2013 مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2012. وقال جوس كروفت (مدير التسويق لدى هيئة السياحة البريطانية "فيزيت بريتن" "VisitBritain" ) إن السياح السعوديين بين الأكثر إنفاقًا في بريطانيا، حيث قدّر متوسط إنفاق المواطن خلال زيارته للمملكة المتحدة بنحو 2500 جنيه استرليني (بما يُعادل 15.5 ألف ريال). وخلال لقائه مع صحيفة "سعودي جازيت"، أوضح كروفت أن السياح السعوديين يأتون ضمن أكثر خمس جنسيات تنفق خلال رحلتها في بريطانيا. جاءت تلك التصريحات خلال استضافة جدة لبعثة هيئة السياحة البريطانية التي تستهدف السياح من دول الخليج، حيث اجتمع مسئولو الهيئة مع أكثر من 60 وكالة سفر عبر المملكة للترويج لمقاصد السياحة في بريطانيا، تمهيدًا لعطلة الصيف وإجازات المدارس. في السياق نفسه، لفت كروفت إلى أن الهيئة حريصة كل الحرص على الدخول للسوق السعودية، والوصول إلى المواطنين وجذبهم إلى السياحة، وحثهم على استكشاف بريطانيا. كما ذكر المسئول البريطاني أن بلاده تتوافر بها العديد من مجالات التسوق، علاوة على أنها توفر لزائريها العديد من المتنزهات والحدائق والمتاحف وصالات العرض الفني التي تجتذب السعوديين. وتتوقع هيئة السياحة البريطانية أن يرتفع عدد السياح السعوديين في المملكة المتحدة بنسبة 181% بحلول عام 2020، ما دفع الهيئة لوضع السعودية في قائمة العشرين للأسواق الناشئة والكبرى التي تستهدفها. وهيئة السياحة البريطانية "فيزيت بريتن"، هي الهيئة المسؤولة عن إلهام العالم وحثه على استكشاف بريطانيا والارتقاء باقتصاد السياحة في انجلترا. وتعتبر هيئة السياحة السعودية من الهيئات العامة غير الإدارية التي ترعاها بشكل رئيس دائرة الثقافة والإعلام والرياضة. وفيما تعد مصر ولبنان من أشهر المقاصد السياحية للسعوديين، فإن توتر الأوضاع في البلدين دفع بالعديد من السياح إلى المقاصد الأوربية.