يبدأ رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوى زيارته المقررة للمملكة غدا الثلاثاء، وذلك وسط اهتمام الأوساط الاقتصادية السعودية. وأكد منصور بن صالح الخيزان عضو اللجنة التنفيذية فى مجلس الأعمال السعودي المصري أن حجم الاستثمارات السعودية بمصر حتى يناير الماضى بلغ 23 مليار دولار وبذلك تحتل المرتبة الاولى عربيا والثانية عالميا فى الاستثمارات فى مصر. وأكد منصور بن صالح فى تصريح صحفى أهمية الزيارة لتعميق العلاقات بين البلدين فى كافة القطاعات الاقتصادية وتذليل العقبات التى تعترض مسار الاستثمار المشترك فى البلدين . وأضاف أن حجم استثمارات رجال الاعمال فى البلدين وأضاف أن حجم استثمارات رجال الاعمال المصريين فى السعودية يبلغ 2.5 مليار دولار ويمثل التبادل التجارى الاستثمارى السعودى المصرى 140 فى الحركة الاقتصادية العربية ككل عام 2013. وأشار منصور بن صالح الى أن الاستثمارات السعودية فى مصر موزعة على العديد من الانشطة خاصة فى التجارة والصناعة والبورصة اضافة الى القطاعين الحيوانى والعقارى لافتا الى أن النقل يعد من أهم عوامل تنمية الاستثمار بين السعودية ومصر حيث يتوافر النقل البرى والبحرى والجوى بين البلدين وبأسعار زهيدة مقارنة بنقل الصادرات لاى دولة أخرى، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية. ومن جهتها قالت عضو مجلس الاعمال المصرى السعودى سيدة الأعمال مضاوي الحسون أن الاستثمارات السعودية فى مصر تواجه عدة تحديات نتيجة الاوضاع الامنية التى تمر بها مصر إلا أنها أكدت أن مصر تعد من الدول المحفزة للاستثمارات خاصة فى ظل توفر الايدى العاملة خاصة فى قطاع الاشغال الحرفية والاعمال اليدوية وهو مايشجع المستثمرات السعوديات اللواتى لديهن نشاط استثمارى فى عدة مجالات منها الطباعة والنشر والعقابات والمدارس وتربية الخيول. وشددت مضاوى الحسون على دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمصر لاستعادة توازنها الاقتصادى وذلك من شأنه تحقيق التفاؤل وتذليل المعوقات التى تواجه الاستثمارات السعودية فى مصر. وفى سياق متصل قال اقتصاديون سعوديون أن إبرام اتفاقية تجارة حرة بين مصر ودول الخليج ككل وتأسيس وتفعيل الوحدة الاقتصادية والتطكامل سيؤدى الى أن يتجاوز حجم التجارة المنشود وحجم نظيره بين دول (ميركوسور) فى أمريكا الجنوبية وسيكون المردود الاقتصادى التجارى أعلى من الاتحاد الجمركى لمجموعة دول (أفتا) فى أوروبا. كما أكدوا أن أبرز المعطيات التى تعترض الاستثمار بين البلدين وسبل تذليلها تتلخص فى الجوانب القانونية المتصلة بالعقود والالتزام بها موضحا أنه فى السابق كان مجلس الاعمال السعودى يطلب من الحكومة المصرية دعم الاستثمار عن طريق مساهوة السلطة التشريعية بإصدار قانون خاص بتسوية الاثار المترتبة على تنفيذ الاحكام النهائية و آلياته لكن حاليا أوكلت مسألة حماية المستثمرين السعوديين فى مصر والمصريين فى السعودية للجمعية السعودية المصرية لرجال الأعمال. بدوره قال أكد السفير عفيفي عبد الوهاب سفير مصر بالرياض أهمية الزيارة التى يقوم بها رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي غدا الثلاثاء إلى المملكة العربية السعودية كونها تأتي في ظروف بالغة الاهمية والدقة تمر بها مصر بعد الاستفتاء على الدستور والاستعداد للمضي قدما فى تنفيذ بقية استحقاقات خارطة الطريق بانتخابات الرئاسة والانتخابات البرلمانية. وشدد عفيفي عبد الوهاب على قوة ومتانة وأزلية العلاقة بين البلدين الشقيقين، مشيدا بالدعم الذى تلقاه مصر من شقيقتها السعودية على كافة الصعد ووقفها بجانب مصر وخاصة موقف المملكة الاخير بعد ثورة 30 يونيو ودعم مصر ماديا ومعنويا. وقال السفير عفيفي ، إن رئيس الوزراء سيجرى خلال زيارته محادثات مع الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها خاصة فى المجالات الاقتصادية لفتح افاق جديدة للتعاون بين البلدين الشقيقين مشيرا إلى أن رئيس الوزراء يرافقه وفد يضم وزراء النقل والاستثمار والإسكان والتخطيط والبترول اضافة الى رجال أعمال سيبحثون مع نظرائهم السعوديين التعاون المشترك وفتح افاق اقتصادية جديدة. وأشار السفير عفيفي إلى أنه سيتم عقد اجتماع مغلق مساء الغد بمنزله لمجلس الأعمال السعودي المصري بحضور الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء، والوزراء المرافقين له ورجال الأعمال في البلدين. وتوقع السفير عفيفى ، أن تزداد الاستثمارات السعودية في مصر خلال الفترة المقبلة، موضحا أن هناك رغبة من رجال الأعمال السعوديين في زيادة الاستثمارات في مصر مؤكدا أن السعودية تعد أكبر دولة عربية مستثمرة في مصر، حيث تبلغ قيمة مساهماتها في المشاريع المقامة في مصر نحو 5.7 مليار دولار أمريكى، وبما يمثل نحو 27 في المائة من إجمالي استثمارات الدول العربية في مصر والتى تبلغ 20 مليارا. يأتي هذا فيما كان قد أكد مستشار وزير التعاون الدولي المصري السفير جمال بيومي، في وقت سابق أن أجندة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى فى زيارته المرتقبة للسعودية ستكون اقتصادية بالدرجة الأولى ، بجانب نقل تقدير وإحترام الشعب المصري للدعم الذي يقدمه الأشقاء في المملكة قيادة وشعبا ، وإطلاعهم على الأوضاع والمستجدات وإصرار الحكومة على المضي قدما في تنفيذ خارطة الطريق. ورجح السفير بيومي أن تتصدر قضية الاستثمارات السعودية أجندة مباحثات رئيس الوزراء المصري في الرياض ، لافتا إلى أنه سينقل تطمينات بجدية القاهرة في إنهاء هذا الملف ، وتذليل العقبات التي واجهت بعض الاستثمارات خلال فترة حكم الأخوان برئاسة الرئيس المعزول محمد مرسي. يذكر أنه من المقرر حصول مصر على حزمة جديدة من المساعدات السعودية بقيمة 2 مليار دولار، ما بين ودائع بالبنك المركزي وتسهيلات عينية في شكل مواد بترولية قد تصل إلى المبلغ نفسه.، وفقا لصحيفة الأهرام المصرية. وتعد السعودية من أبرز الداعمين للاقتصاد المصري منذ سقوط نظام حكم جماعة الإخوان في يوليو الماضي، إلى جانب الكويت والإمارات العربية المتحدة. وبلغ إجمالي مساعدات الدول لمصر 12 مليار دولار. هذا و توالت ردود الفعل على المساعدات التي تقدمها المملكة لدعم الحكومة المصرية عقب إزاحة نظام جماعة الإخوان، فقد شن برنامج "اتجاهات" الذي بث عبر قناة "روتانا خليجية"، مساء أمس، هجوماً على الداعية يوسف القرضاوي، ودوره في دعم جماعة الإخوان إثر تحريضه قبل أيام على السعودية والإمارات، لموقفها الداعم لخيارات الشعب المصري. وقال الكاتب السعودي زهير كتب الذي استضافه البرنامج أن اسقاط الإخوان من حكم مصر كان عملا شعبيا دعمته السعودية تقديرا لدور القاهرة العربي، غير أن القرضاوي لا يريد الاعتراف بذلك ويصر على توجيه الاساءات لحكومة المملكة حسب تعبيره . أما الاستاذ بجامعة الأزهر أحمد كريمة فرأي أن المملكة قررت منذ اللحظة الأولى الوقوف إلى جانب خيارات الشعب المصري، مضيفا أنهم يطبقون بهذا دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي قال فيها استوصوا بمصر خيرا، متسائلا في الوقت ذاته ، لماذا لم ينتقد القرضاوي الدعم الذي كانت تقدمه المملكة لمصر، أيام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.