في وقت تشهد فيه العلاقات الإيرانيةالإماراتية تحسنًا ملحوظًا، رفع الحرس الثوري الإيراني من مستوى تهديداته لدولة الإمارات، مؤكدًا أنه لن يتخلى عن الجزر المحتلة حتى وإن وصل الأمر حد التدخل العسكري. وكتب الحرس الثوري وكذلك الباسيج على صفحتيهما على تويتر، بشأن دعوات الإمارات إلى التحكيم في محكمة العدل الدولية "الصحف الإماراتية تكذب بخصوص الجزر الثلاث، الجزرالثلاث إيرانية وستبقى إيرانية إلى الأبد وسنقطع الأيادي دفاعًا عنها". واعتبر مراقبون أن تيارا في الحرس الثوري لا يريد لسياسة روحاني المعتدلة في إزالة التوترات الإقليمية أن تنجح، وهذا ما أشار إليه روحاني نفسه ولو بصورة غير مباشرة في خطاب له ألقاه في الأهواز مركز إقليم خوزستان الذي تقطنه أغلبية عربية ويواجه تحديات تململ القوميات غير الفارسية المطالبة بحقوقها المشروعة ضمن الدستور وفقًا لومقع" ميدل إيست أونلاين". .وكان روحاني لمح الخميس إلى الحرس الثوري وقال "إن البعض لا يريد أن يتم رفع العقوبات عن إيران وذلك لمصالح شخصية بحتة". وقال مراقبون ان الإمارات هي أول دولة رحبت بالاتفاق النووي مع إيران ودعت أيضًا إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي بينما وصفها البعض ببوادر أزمة بين الحكومة وتيار قوي في الحرس الثوري مدعومًا من التيار المحافظ المتشدد الذي يعتبر نفسه الخاسر الأكبر من رفع العقوبات. وكتب فاضل مندني الصحافي الإيراني المختص بشؤون إيران والمنطقة إن "لغة التهديد والوعيد لغة فاشلة بغض النظر عن تبعية الجزر تابعة، ونحن نشهد الآن مرحلة انفراج إقليمي والإمارات دولة عاقلة ولديها افضل العلاقات مع إيران في عهد روحاني، وكل من يحاول تعكير هذه العلاقة لا يخدم السلام ودور إيران الإيجابي في المنطقة". وأضاف مندني :"الإماراتيون عقلاء وأهل حكمة ولن ينجروا لصراع وحرب، وهم لا يدعمون الإرهاب ومهتمون بعلاقات إيجابية مع الجميع". من جانبه ووصف الشيخ مزاحم الكنعان التميمي رئيس عشيرة بني تميم في الجنوب العراقي ما كتبه الحرس الثوري ب"غباء وعناد وحمق" بينما قال الكاتب الإيراني الأهوازي قيس القريشي "إن الإماراتيين حُكماء في تصرفهم السياسي مع جارهم (إيران).. ففي الوقت الذي يتابعون قضية الجزر الثلاث التي يظنون ان لهم الحق فيها، بشكل مواز تربطهم علاقات متينة وموقرة مع إيران، وهم يحققون مكاسب اقتصادية عظيمة ومفيدة لبلدهم وللمنطقة ومنها إيران". وعلق الكاتب عزيز الكعبي قائلًا إن الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى "هي جزر إماراتيّة عربيّة إلى الأبد وإيران دولة احتلال وتوسع ولدينا في الخليج حقوق تاريخيّة تم طمسها! ولو كان الإيرانيون أصحاب حق فليحتكموا معنا في المحاكم الدوليّة التي يخشونها".