قال محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الدكتور عبدالرحمن بن محمد آل ابراهيم إن الميزانية العامة للدولة للعام المالي 1435/1436ه شهدت ارتفاعاً كبيراً رغم ما يشهده العالم من ظروف اقتصادية غير عادية، ما يعكس المناخ الإقتصادي القوي في المملكة. وأضاف أن ميزانية هذا العام تميزت علاوة على ما بها من زيادة كبيرة مقارنة بميزانية العام الماضي، بتوازن مخصصات مختلف القطاعات، مؤكدا أن ذلك تحقق لما تنعم به البلاد من قيادة رشيدة واعية تحسن التعاطي والتفاعل مع كل المتغيرات الاقتصادية ،وبما يحفظ التوازن في الإنفاق الحكومي وعدم التأثير السلبي على المكاسب المتوقعة لخطط التنمية الشاملة في مختلف مناطق المملكة وتطلعاتها الطموحة. وذكر آل إبراهيم أن الميزانية أولت اهتماماً خاصاً بقطاع المياه بشكل عام وقطاع تحلية المياه بشكل خاص مبيناً أن ميزانية المؤسسة للعام المالي 1435/1436ه بلغت 16 مليارًا وخمس مئة وستة وسبعين مليونًا ومئة ألف ريال، أي بزيادة مليار ريال عن ميزانية العام الماضي. وأوضح محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أن مخصصات تحلية المياه في الميزانية العامة للدولة شهدت نمواً مطرداً على مدار الخمس سنوات الماضية، مما يؤكد ما تحظى به مشاريع التحلية من اهتمام بالغ، لمواجهة التحدي الكبير للطلب الحالي والمستقبلي على المياه المحلاة بعد أن اعتمدت الدولة تحلية مياه البحر كخيار استراتيجي لتأمين إمدادات المياه من خلال إنشاء العديد من محطات التحلية على ساحلي المملكة. وبيّن أنه سيتم تخصيص هذه الميزانية لاستكمال المشاريع الجاري تنفيذها وفي مقدمتها مشروع محطة رأس الخير لتحلية المياه المالحة وتوليد الطاقة الكهربائية على ساحل الخليج العربي بطاقة (1,025) مليون متر مكعب من المياه يومياً و2400 ميجاوات كهرباء وأنظمة نقل المياه المنتجة من هذا المشروع إلى الرياضوحفر الباطن والنعيرية، وأيضاً مشروع محطة التحلية وتوليد الطاقة الكهربائية بينبع - المرحلة الثالثة على ساحل البحر الأحمر وطاقتها التصديرية 550 ألف م3 من المياه المحلاة يومياً و 2500 ميجاواط من الكهرباء منها 1850 ميجا واط للشركة السعودية للكهرباء و650 ميجاواط لشركة مرافق. وأكد انه سيتم تنفيذ عدد من مشاريع أنظمة نقل المياه وخطوط الأنابيب منها: مشروع نظام نقل مياه رأس الخير- الرياض بطول 914.1 كلم وسعة 2,600,000 م3 من المياه يوميا وبعدد 3 محطات ضخ, ومشروع نظام نقل مياه رأس الخير- حفر الباطن بطول 354.3 كلم وسعة 29,900 م3 من المياه يوميا بمحطة ضخ واحدة، وأيضاً مشروع نظام نقل مياه ينبع - المدينةالمنورة ( المرحلة الثالثة) بطول 604.4 كلم وسعة 1,654,000 م3 من المياه يوميا, ومشروع نظام نقل مياه الطائفالباحة بطول 227,4 كلم وسعة 80,000 م3 من المياه يومياً, ومشروع نظام نقل مياه محطة التحلية بالليث الى القرى المستفيدة بطول 97,71 كلم وبسعة 6,120 م3. بالاضافة لمشروع نظام نقل الغاز الطبيعي الى محطات التحلية بالخبر بطول 43 كلم وبسعة 16,125 مليون قدم مكعب في الساعة. وغيرها من مشاريع الخير والنماء لهذا البلد المعطاء. وكشف آلا إبراهيم أن المؤسسة تعمل مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لتنفيذ مبادرة خادم الحرمين الشريفين لاستخدام التحلية في الطاقة الشمسية، لافتا إلى متابعة العمل لإنشاء أكبر محطة لتحلية المياه في العالم بالطاقة الشمسية في الخفجي لإنتاج 30 ألف متر مكعب من المياه المحلاة، وهذه مرحلة من عدة مراحل إلى أن نصل لإنتاج 300 ألف متر مكعب من المياه المحلاة. وبين آل إبراهيم أن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وقعت اتفاقية تعاون مع مدينةمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة مؤخرا بشأن استخدام الطاقة الذرية والمتجددة في تحليه المياه وتشكل الإطار العملي والجانب التطبيقي للبحوث والتقنيات التي تقوم بتطويرها مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة واختبار فاعلية استخدامها كطاقات بديلة في مجالات عديدة من بينها تحلية المياه، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار خطة البحث الاستراتيجية لمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة في مجال الاستغلال الأمثل للطاقة المتجددة، والتعاون مع المؤسسات ذات العلاقة والتي من بينها المؤسسة العامة لتحلية المياه أحد أهم شركاء المدينة في هذا الجانب بغية تطوير وتوطين تقنية تحلية المياه باستخدام مصادر الطاقة البديلة، والاتفاقية ستتيح للمدينة والمؤسسة على حد سواء، اختبار تقنيات متعددة كالطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية الحرارية وطاقة الرياح في تحلية المياه من خلال محطات تجريبية للتعرف على أكثر التقنيات جدوى من النواحي الفنية والاقتصادية والعملية. ونوه محافظ التحلية بتأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، على أعضاء مجلس الوزراء بالاهتمام بتنفيذ المشاريع والبرامج المعتمدة في الميزانية والحرص على كل ما يخدم المواطن وتحقيق رفاهيته، مؤكداً إن الدعم السخي الذي تحظى به المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة يجسد اهتمام الدولة وحرصها الدائم على توفير المياه المحلاة والطاقة الكهربائية للمواطنين والحفاظ على تلبية احتياجاتهم.